زيارة تشو إن لاي إلى المغرب سنة 1963: محطة بارزة في العلاقات المغربية الصينية
زيارة تشو إن لاي إلى المغرب سنة 1963: محطة بارزة في العلاقات المغربية الصينية

الدار/ خاص
في أواخر عام 1963، وتحديدًا في السابع والعشرين من ديسمبر، شهد المغرب حدثًا دبلوماسيًا مهمًا تمثل في زيارة رسمية قام بها تشو إن لاي، الذي كان يشغل آنذاك منصب رئيس وزراء جمهورية الصين الشعبية. شكلت هذه الزيارة خطوة رمزية وعملية في آن واحد، ساهمت في إرساء دعائم التعاون بين الرباط وبكين في
مرحلة كانت تشهد تحولات سياسية واقتصادية كبرى على الساحة الدولية.
جاءت هذه الزيارة في سياق بدأ فيه المغرب يرسخ استقلاله حديث العهد، ويسعى إلى تنويع شراكاته الدولية خارج الأطر التقليدية المرتبطة بالغرب. أما الصين، فكانت تبحث عن تعزيز حضورها الدبلوماسي في إفريقيا والعالم العربي، ضمن رؤيتها لبناء تحالفات جديدة في زمن الحرب الباردة.
وقد عكست الزيارة اهتمامًا متبادلًا بين الجانبين بتقوية العلاقات الثنائية، حيث تناولت المباحثات آنذاك قضايا التعاون الاقتصادي، والدعم السياسي المتبادل في المحافل الدولية، بالإضافة إلى تبادل الرؤى حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
شكلت زيارة تشو إن لاي، الذي يُعد من أبرز الشخصيات السياسية في تاريخ الصين المعاصر، إشارة واضحة إلى تقدير بكين للدور المتصاعد للمغرب في المنطقة، وفتحت الباب أمام تعاون استراتيجي لا يزال يتطور حتى اليوم، ليشمل مجالات متعددة من التجارة إلى التعليم والبنية التحتية.
وهكذا، يمكن القول إن زيارة 1963 لم تكن مجرد بروتوكول دبلوماسي عابر، بل كانت انطلاقة لعلاقة قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، علاقة أثبتت متانتها مع مرور الزمن في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية المتلاحقة.