أخبار دوليةسلايدر

نواكشوط: المنتدى البرلماني الاقتصادي الموريتاني المغربي ينطلق برؤية تكاملية وتنموية جديدة

أحمد البوحساني

افتتح راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب المغربي، إلى جانب نظيره الموريتاني السيد محمد بمب مكت، الدورة الأولى للمنتدى البرلماني الاقتصادي الموريتاني المغربي، في العاصمة الموريتانية نواكشوط، وسط حضور رسمي ورفيع شمل وزراء، خبراء، وسفراء وممثلي القطاع الخاص من البلدين.

وفي كلمته الافتتاحية، عبر الطالبي العلمي عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث الهام، الذي يؤسس لمرحلة جديدة في مسار العلاقات المغربية الموريتانية، علاقات وصفها بأنها تتجاوز المصالح الاقتصادية نحو “روابط الأخوة والدم والتاريخ المشترك” بين الشعبين الشقيقين.

وأكد رئيس مجلس النواب المغربي أن اختيار الطابع الاقتصادي للمنتدى، والتركيز على قضايا استراتيجية مثل الزراعة، وتربية الماشية، والصيد البحري، وتكوين الموارد البشرية، يعكس وعياً مشتركاً بين المؤسستين التشريعيتين بضرورة تعميق التعاون العملي بين البلدين.

وأشار إلى أن العلاقات السياسية بين الرباط ونواكشوط، تحت القيادة الحكيمة للملك محمد السادس والرئيس محمد ولد الغزواني، تُعد نموذجاً يحتذى به في حسن الجوار والتفاهم الإقليمي، غير أن العلاقات الاقتصادية، على حد تعبيره، “ما زالت دون الطموحات والإمكانات المتوفرة”.

وسلط الطالبي العلمي الضوء على التحديات المشتركة التي تواجه البلدين، من بينها التغيرات المناخية، الجفاف، الهجرات، والاضطرابات الجيوسياسية في المحيط الإقليمي. ودعا إلى تحويل هذه التحديات إلى فرص للتكامل، من خلال شراكات استراتيجية ومشاريع مشتركة ذات بعد تنموي.

واعتبر أن تكامل الاقتصادين الموريتاني والمغربي، وتوفرهما على موقع جغرافي بحري استراتيجي يمتد على أكثر من 4200 كيلومتر، يشكل قاعدة لانطلاقة تنموية قوية تشمل السياحة، الخدمات، والتجارة الدولية، ليس فقط داخل القارة الإفريقية، بل باتجاه أوروبا والأمريكيتين.

كما شدد على أهمية الرهان على الشباب والموارد البشرية في البلدين، معتبراً أن التكوين المهني والرفع من الكفاءات يمثلان ركيزة أساسية لأي إقلاع تنموي حقيقي، مشيداً باختيار قطاع التكوين كأحد محاور المنتدى.

وفي سياق حديثه عن التعاون الإفريقي، ذكّر الطالبي العلمي بمبادرات المغرب، لا سيما مبادرة الدول الإفريقية الأطلسية، ومبادرة دعم بلدان الساحل، التي أطلقها العاهل المغربي، معتبراً أن موريتانيا والمغرب مؤهلان للعب دور محوري في إنجاح هذه المشاريع القارية الكبرى.

واختتم كلمته بدعوة المؤسستين التشريعيتين في المغرب وموريتانيا إلى دعم المبادرات الحكومية، وتحفيز القطاع الخاص نحو الاستثمار المشترك، بما يسهم في تحقيق النهضة الاقتصادية المنشودة، وفق رؤية القيادتين السياسيتين للبلدين.

زر الذهاب إلى الأعلى