
الدار/ خاص
يشهد مهرجان كان السينمائي الدولي هذا العام حضوراً لافتاً للسينما الصينية، من خلال جناح خاص يعكس الديناميكية المتصاعدة والإشعاع الثقافي الذي باتت تحققه الصناعة السينمائية في الصين. وللعام الرابع على التوالي، يواصل هذا الجناح تعزيز مكانة السينما الصينية في واحدة من أرقى وأشهر التظاهرات السينمائية في العالم، ما يدل على ثقة الصين في قدرتها على مخاطبة جمهور عالمي واسع.
ويأتي هذا الحضور المتجدد في ظل ازدهار ملحوظ يشهده قطاع السينما في الصين، سواء على مستوى الإنتاج، أو تنوع المواضيع، أو التقنيات المستخدمة. فقد تحوّلت السينما الصينية في السنوات الأخيرة إلى قوة إبداعية تتجاوز حدودها الجغرافية، وتنافس على جوائز المهرجانات الكبرى، وتُعرض أعمالها في صالات العرض العالمية.
الجناح الصيني في مهرجان كان لا يقتصر فقط على عرض الأفلام، بل يمثل منصة تواصل مهمة بين صناع السينما الصينيين ونظرائهم من مختلف أنحاء العالم. كما يشكل فرصة لتقديم رؤى جديدة حول الهوية الثقافية الصينية، وتسليط الضوء على القصص المحلية التي تحمل في طياتها بعداً إنسانياً كونياً يلامس اهتمامات الشعوب كافة.
وإلى جانب ذلك، يتيح الجناح عقد لقاءات مهنية، وتنظيم ندوات وورش عمل تعالج قضايا الإنتاج والتوزيع السينمائي، بما يعزز من اندماج الصين في السوق العالمية للسينما ويحفز على إقامة شراكات مستقبلية.
تجدر الإشارة إلى أن مشاركة الصين المتواصلة في مهرجان كان تعكس رغبتها في الانفتاح الثقافي، وتقديم نموذج سينمائي يجمع بين الأصالة والحداثة، ويستند إلى تراث غني وتجارب معاصرة تلبي أذواق جماهير متنوعة.
بفضل هذا الحضور المتزايد، تواصل السينما الصينية تثبيت موقعها على خارطة الإبداع العالمي، وتؤكد أن لديها الكثير لتقدمه على مستوى القصة والرؤية والتقنية، في زمن يتعطش فيه العالم لأصوات جديدة وتجارب فنية متفردة.