الدار/ كلثوم إدبوفراض
لبّت سيدة المسرح العربي، الفنانة المصرية سميحة أيوب نداء البارئ، حيث رحلت عن عالمنا صباح اليوم عن عمر ناهز الـ 93 عاماً، بعد رحلة عطاء فنية دامت لعقود ابتدأت منذ عام 1947، وأثْرت خلالها الوسط الثقافي والإبداعي في مصر والعالم العربي، وصنعت المجد من خلال تقديمها أعمالاً ستبقى خالدة للأجيال القادمة في التمثيل والسينما والدراما.
وتعدّ الراحلة سميحة أيوب سيدة المسرح العربي، وصاحبة أطول مسيرة فنية في تاريخ السينما العربية، إذ وضعت بصمتها الدرامية في الكثير من الأعمال الفنية، وقدمت أكثر من 100 عرض مسرحي أبرزهم: ” سكة السلامة”، و”رابعة العدوية”، و”سقوط فرعون”، و” دماء على ستار الكعبة”، أما العمل الذي شكّل نقطة بدايتها في مسار الفن والتمثيل، فكان فيلم “المتشردة” حيث كانت تبلغ من العمر آنذاك 15 سنة فقط، وهو الفيلم الذي أبانت فيه على مستوى عالي من الأداء والتشخيص الدراميين، الأمر الذي دفع المنتجين والمخرجين ينهالون عليها بالعروض التي تنوعّت بين السينما والتلفزيون والمسرح.
فبرحيلها، ستفقد الساحة الفنية العربية قامة شاهقة أثرت الفن العربي بعقود من التفرّد والتميّز، رغم أنها بعيداً عن الترندات والأضواء، إلا أنها تملك مكانة كبيرة في قلوب جمهورها الوفي، وقد نعَاها زملاؤها من الوسط الفني بحزنٍ عميق، مستذكرين تواضعها، وحنوها الإنساني، وإخلاصها للفن الذي كرّست له حياتها، وستبقى أعمالها شاهدة على عبقرية أداءها، وسيظل حضورها خالداً في ذاكرة الأجيال، مدرسةً متفردة في التمثيل والإبداع.
