تشانغشا.. بوابة الصين نحو إفريقيا عبر طريق التجارة الحديثة

الدار/ تقارير

تحولت مدينة تشانغشا، عاصمة إقليم هونان الصيني، إلى ما يشبه الشريان النابض للعلاقات الاقتصادية بين الصين والقارة الإفريقية، حيث باتت تمثل منصة دائمة للمعرض الاقتصادي والتجاري الصيني-الإفريقي، ومركزًا ديناميكيًا يعيد رسم ملامح التبادل التجاري بين ضفتي القارة الآسيوية والإفريقية.

ففي هذه المدينة التي تجمع بين الأصالة والانفتاح، لم تعد المبادلات التجارية محصورة في سلع وبضائع تعبر الحدود، بل تطورت إلى منظومة ذكية ومترابطة تعتمد على الرقمنة والسرعة الفائقة. يكفي أن نعلم أن ورود كينيا، برائحتها المميزة، تقطع مسافة 8000 كيلومتر لتصل إلى الصين في أقل من 12 ساعة، بينما يحافظ البن البوروندي على نكهته الأصيلة من الحقل إلى الفنجان داخل الأراضي الصينية.

ما يميز تشانغشا ليس فقط دورها كمنصة لتبادل السلع، بل كونها تجسد نموذجًا جديدًا للعولمة، يقوم على الكفاءة التجارية والتكامل التنموي بين الصين وإفريقيا. إنها ليست مجرد نقطة عبور، بل مساحة للتلاقي الحضاري والاقتصادي، حيث تتقاطع الطموحات وتُنسج علاقات مستقبلية قائمة على المنفعة المشتركة والشراكة المستدامة.

في قلب هذا التحول، تبرز تشانغشا كوجهة اقتصادية تحمل بين طياتها رؤية جديدة لتعاون جنوب-جنوب، وتعيد تعريف مفهوم الشراكة العادلة بين دول نامية تسعى إلى تعزيز استقلالها الاقتصادي وبناء روابط متوازنة في عالم يتغير بسرعة.