أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

الرباط وأبوظبي.. إرساء نموذج متقدم في التعاون الاستخباراتي

الرباط وأبوظبي.. إرساء نموذج متقدم في التعاون الاستخباراتي

الدار/ سارة الوكيلي

في مؤشر واضح على تصاعد منسوب التنسيق الأمني بين المغرب والإمارات، استقبل السيد عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، يوم الثلاثاء بالرباط، السيد علي عبيد الظاهري، رئيس جهاز الاستخبارات الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، مرفوقًا بوفد أمني رفيع المستوى. هذا اللقاء الرفيع المستوى لم يكن مجرد محطة دبلوماسية عادية، بل حمل في طياته دلالات استراتيجية حول مسار الشراكة الأمنية الثنائية التي باتت أكثر عمقًا وفعالية في ظل التحديات المتسارعة التي يشهدها المحيط الإقليمي والدولي.

الاجتماع تناول جملة من القضايا ذات الطابع الأمني والاستخباراتي، في مقدمتها تعزيز التعاون العملياتي بين البلدين، وتكثيف تبادل المعلومات الاستراتيجية لمواجهة التهديدات الإرهابية المتنامية، لاسيما في منطقة الساحل والصحراء التي باتت إحدى أكثر المناطق هشاشة من الناحية الأمنية، وأرضًا خصبة لنشاط الجماعات المتطرفة والجريمة العابرة للحدود. كما شكل اللقاء مناسبة لتبادل وجهات النظر بخصوص التحديات الإقليمية الآخذة في التوسع، والتي لا تمس فقط الدول المعنية بشكل مباشر، بل تمتد آثارها إلى الأمن الجماعي العالمي.

وتُبرز هذه الزيارة النوعية حرص البلدين على إرساء نموذج متقدم في التعاون الاستخباراتي، قائم على الثقة المتبادلة والتنسيق الوثيق والاستباقي، بهدف تأمين استقرار داخلي وتعزيز جهود التصدي للأخطار المشتركة. كما تعكس المكانة المتقدمة التي بات يحتلها المغرب كشريك استخباراتي موثوق في المنطقة، بفضل كفاءته المهنية، وتجربته الميدانية الطويلة في مكافحة الإرهاب ومختلف مظاهر التهديدات الأمنية.

وفي سياق دولي يتسم بتشابك الأزمات وتعدد مصادر الخطر، يجدد اللقاء المغربي الإماراتي التأكيد على أن الحلول الانفرادية لم تعد مجدية، وأن المعركة ضد التهديدات الجديدة تتطلب تحالفات قوية، ذات نفس طويل، تستند إلى رؤية استراتيجية وتعاون ميداني حقيقي. المغرب والإمارات يثبتان، مرة أخرى، أن الأمن لم يعد شأناً محليًا فحسب، بل هو مسؤولية جماعية، تتطلب انسجامًا على مستوى الرؤى، وتنسيقًا على مستوى القرارات، وفعالية على مستوى التنفيذ.

زر الذهاب إلى الأعلى