اتفاق استراتيجي جديد بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية يعزز القدرات الجوية ويفتح آفاقاً للتعاون الصناعي الدفاعي
اتفاق استراتيجي جديد بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية يعزز القدرات الجوية ويفتح آفاقاً للتعاون الصناعي الدفاعي

الدار/ سارة الوكيلي
شهدت العاصمة الرباط لحظة مهمة في مسار التعاون العسكري المغربي الأمريكي، حيث تم التوقيع على اتفاق جديد بين شركة L3Harris Technologies الأمريكية، إحدى أبرز الشركات العالمية في مجال تكنولوجيا الدفاع والطيران، وإدارة الدفاع الوطني المغربية. وتمثل هذه الخطوة امتداداً نوعياً للعلاقات الدفاعية المتينة بين البلدين، وتعكس الرؤية الاستراتيجية للرباط وواشنطن نحو شراكة أعمق في مجالات الأمن والدفاع والتكنولوجيا المتقدمة.
وفي تعليقها على هذه المناسبة، أعربت القائمة بالأعمال في السفارة الأمريكية بالرباط، ستيفاني مايلي كوترونا، عن فخرها بالمشاركة في حفل التوقيع، مؤكدة أن الاتفاق يمثل “لحظة فارقة في مسار الشراكة المتواصلة بين الولايات المتحدة والمغرب”. وشددت على أن هذه الشراكة تتجسد من خلال التزام البلدين بتعزيز قدرات المغرب، خاصة في مجال تشغيل وصيانة طائرات النقل العسكرية C-130 Hercules، التي تعتبر من الركائز الأساسية في الأسطول الجوي المغربي.
الاتفاق الجديد مع L3Harris لا يقتصر فقط على تحديث وتطوير الطائرات، بل يشمل أيضاً تعزيز القدرات المحلية من خلال نقل المعرفة والخبرة التقنية، وهو ما من شأنه أن يعمق اندماج المغرب في سلاسل الإمداد الدولية في مجال الصناعات الدفاعية. كما يتوقع أن يُسهم في تكوين الأطر والمهندسين المغاربة عبر برامج تدريبية مشتركة وتطوير منصات دعم تقني ولوجيستي متقدمة.
تجدر الإشارة إلى أن المغرب يُعد أحد الحلفاء الأساسيين للولايات المتحدة خارج إطار حلف شمال الأطلسي (NATO)، ويتمتع بعلاقات عسكرية وطيدة معها تمتد لعدة عقود. وقد شهدت هذه العلاقات تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، سواء من خلال مناورات “الأسد الإفريقي” المشتركة أو عبر صفقات عسكرية استراتيجية شملت مقاتلات F-16 ودبابات أبرامز وأنظمة دفاعية متقدمة.
في ظل التحولات الجيوسياسية التي تعرفها المنطقة، يؤكد هذا الاتفاق مجدداً على التزام الولايات المتحدة بدعم أمن واستقرار المغرب، وعلى ثقة واشنطن في الكفاءة التقنية والبشرية للقوات المسلحة الملكية المغربية، التي أثبتت جاهزيتها العالية في مختلف المهام الإقليمية والدولية.
ويُعد هذا التعاون أيضاً مؤشراً على سعي المغرب إلى تحديث بنياته الصناعية الدفاعية، بما ينسجم مع رؤيته الاستراتيجية لتطوير قاعدة تكنولوجية متقدمة تُعزز من سيادته الصناعية والعسكرية، وترفع من جاهزية قواته في مواجهة التحديات الأمنية الناشئة.
يفتح هذا الاتفاق المجال أمام فرص جديدة للاستثمار المشترك، ويؤسس لبنية تعاون دفاعي عابر للقطاعات التقليدية، تُسهم في بناء مستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا وازدهارًا لكلا البلدين.