حزب “فوكس” الإسباني يهاجم معرضًا مؤيدًا للبوليساريو: ترويج لعدو إرهابي قتل مئات الإسبان

الدار/ إيمان العلوي
ندد حزب “فوكس” الإسباني، المعروف بمواقفه المتشددة، بتنظيم معرض داعم لجبهة البوليساريو داخل برلمان منطقة كانتابريا، واصفًا الخطوة بأنها “غير مقبولة” وتشكل “إهانة لضحايا الإرهاب”. واعتبر الحزب أن البوليساريو “عدو معلن لإسبانيا”، مشيرًا إلى تاريخ طويل من الأعمال العنيفة التي استهدفت المواطنين والمصالح الإسبانية.
وفي بيان شديد اللهجة، ذكّر الحزب بأن الجبهة الانفصالية كانت مسؤولة عن مقتل نحو 300 مواطن إسباني بين عامي 1973 و1986، غالبيتهم من سكان جزر الكناري، عبر هجمات مسلحة استهدفت سفنًا تجارية، وعمليات اختطاف وإخفاء قسري. وأضاف أن هذا العدد من الضحايا لا يفوقه سوى ما خلفه تنظيم “إيتا” الانفصالي الباسكي، في قائمة الجماعات التي استهدفت الإسبان داخل وخارج البلاد.
واعتبر “فوكس” أن الترويج لجبهة البوليساريو داخل مؤسسة تشريعية إسبانية يعد “تمجيدًا لجهة إرهابية”، مطالبًا السلطات بفتح تحقيق حول الجهات المنظمة للمعرض ومصادر تمويله، ووقف أي نشاط مماثل يسيء إلى الذاكرة الجماعية ويضر بمصالح إسبانيا الخارجية.
من جهتها، أكدت الجمعية الإسبانية لضحايا الإرهاب “أكافيت” (ACAVITE)، التي تأسست بمبادرة من ابنة إحدى ضحايا البوليساريو، أن الجرائم المرتكبة من طرف الجبهة خلال عقود ظلت طي النسيان والإهمال السياسي، مشددة على ضرورة الاعتراف الرسمي بهذه المآسي والإنصاف الرمزي لعائلات الضحايا.
وتسعى “أكافيت” منذ سنوات إلى توثيق الانتهاكات التي طالت مئات الإسبان على يد الجبهة، خاصة في الفترة التي أعقبت انسحاب إسبانيا من الصحراء، حيث نفذت البوليساريو عمليات وصفت بالإرهابية، استهدفت عمالًا وتجّارًا وسكانًا مدنيين في منطقة الصحراء وعلى سواحل الأطلسي.
وتأتي هذه التصريحات في سياق سياسي محتقن داخل إسبانيا، مع تصاعد الجدل حول العلاقة مع المغرب، ومستقبل الصحراء، وملف الذاكرة التاريخية المرتبط بدور البوليساريو في استهداف المصالح الإسبانية خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.