الحكومةسلايدر

“الجيل المتضامن”.. شباب مغربي يبدع من أجل تنمية مستدامة

الرباط – أحمد البوحساني

إحتضنت مدينة سلا يوم الإثنين 8 يوليوز 2025 فعاليات حفل تتويج الدورة الخامسة للجائزة الوطنية “الجيل المتضامن”، في حدث وطني بارز نُظم بمناسبة تخليد اليوم العالمي للتعاونيات، وتماشياً مع إعلان الأمم المتحدة سنة 2025 سنة دولية للتعاونيات. وقد شهد الحفل، الذي نظمته كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بشراكة مع مكتب تنمية التعاون، تكريم 28 تعاونية شبابية من مختلف جهات المملكة، اعترافاً بمبادراتها المبتكرة والتزامها من أجل مستقبل أكثر استدامة وعدالة اجتماعية.

جاءت النسخة الخامسة من المسابقة الوطنية “الجيل المتضامن” تحت شعار: “تعاونيات الشباب تبني عالماً أكثر استدامة وشمولاً”، مُكرسةً بذلك إيمان المؤسسات المنظمة بقدرات الشباب التعاوني في قيادة التغيير المجتمعي من خلال مشاريع ذات أثر اقتصادي واجتماعي حقيقي.

وفي كلمة ألقاها خلال الحفل، أكد السيد لحسن السعدي، أن دعم الشباب يشكل أولوية استراتيجية، قائلاً: “الشباب يُثبتون يوماً بعد يوم أن روح المبادرة والابتكار تشكل جوهر النهضة التعاونية المنشودة. ومن خلال هذه المبادرة، نُجدد عزمنا على مواكبة هذه التعاونيات الفتية ودعمها، بما يضمن استمراريتها وارتقاءها نحو مزيد من النجاعة والاستدامة.”

من جهتها، شددت السيدة عائشة الرفاعي، المديرة العامة لمكتب تنمية التعاون، على البعد الرمزي والدولي للمسابقة، معتبرة أن تزامن هذه الدورة مع الاحتفاء الدولي بالتعاونيات “يعزز انخراط المغرب في الدينامية الدولية لتثمين العمل التعاوني، ويؤكد إرادة المملكة الراسخة في تمكين الشباب من أدوار ريادية في بناء اقتصاد أكثر شمولاً واستدامة.”

وقد تم اختيار التعاونيات المتوجة من قطاعات استراتيجية كالتربية والتكوين، والصيد البحري، والصناعة التقليدية، وسلسلة الأركان، بعد دراسة دقيقة للترشيحات التي وردت من مختلف أقاليم المملكة، ما يعكس الزخم الكبير الذي يشهده قطاع التعاونيات الشبابية في المغرب.

تمنح الجائزة لكل تعاونية فائزة منحة مالية تصل إلى 50.000 درهم، إضافة إلى مواكبة تقنية ومؤسساتية لدعم استمرارية وتطوير المشاريع التعاونية. ومنذ إطلاق المسابقة سنة 2021، تم تتويج أكثر من 150 تعاونية شبابية، يقودها شباب تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة، ممن أثبتوا أن العمل التعاوني يشكل رافعة حقيقية للتنمية المحلية المستدامة.

وقد حظيت هذه الدورة بدعم قوي من مؤسسات شريكة وازنة، مثل المجالس الجهوية لعدد من الجهات، ومؤسسة المجمع الشريف للفوسفاط، ومجموعة القرض الفلاحي للمغرب، ومجموعة التجاري وفابنك، ومجموعة كوسومار، وتعاونية كوباك، ومؤسسة جيدة، وهو ما يعكس إيمان هذه المؤسسات بدور الشباب في بلورة نموذج اقتصادي جديد يقوم على التضامن والابتكار.

“الجيل المتضامن” ليست مجرد مسابقة، بل منصة وطنية لتمكين الشباب، وبوصلة ترشد السياسات العمومية نحو نموذج اقتصادي بديل، أكثر عدالة، وأكثر قرباً من الإنسان والبيئة. هي شهادة ثقة في قدرة الشباب على أن يكونوا في قلب التحول التنموي، بوعي، وبكفاءة، وبروح جماعية تؤمن أن المستقبل يُبنى من الآن، بالتعاون.

زر الذهاب إلى الأعلى