نائب بريطاني بارز يدعو لتصنيف “البوليساريو” منظمة إرهابية ويدعم بقوة سيادة المغرب على الصحراء

الدار/ مريم حفياني
دعا النائب المحافظ في مجلس العموم البريطاني، ليام فوكس، إلى تصنيف “جبهة البوليساريو” كمنظمة إرهابية، مشددًا على ضرورة اصطفاف بلاده وحلفائها خلف جهود المغرب لضمان الاستقرار والتنمية في المنطقة.
وجاءت تصريحات فوكس، وهو وزير دفاع سابق وأحد أبرز وجوه السياسة البريطانية الداعمة للرباط، في مقال رأي نُشر على موقع The National News الإماراتي، حيث سلط الضوء على مخاطر تحالفات البوليساريو الإقليمية المشبوهة، وأكد أن المملكة المتحدة مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى اتخاذ خطوات عملية لدعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي، بوصفها الحل الوحيد الواقعي والمستدام للنزاع الإقليمي حول الصحراء.
استهل فوكس مقاله بالتذكير بالعلاقات التاريخية المتجذرة بين المغرب والمملكة المتحدة، والتي تمتد لأكثر من 800 سنة، واصفًا إياها بالشراكة الاستراتيجية التي تطورت عبر الزمن إلى تعاون وثيق في مجالات الدفاع والأمن ومحاربة الإرهاب، خاصة في ظل التهديدات المتصاعدة في منطقة الساحل.
وأوضح أن المغرب، من خلال خطته الجادة للحكم الذاتي، لا يقدم فقط حلاً سياسياً عادلاً للنزاع المفتعل حول الصحراء، بل يطرح رؤية اقتصادية طموحة تنسجم مع مصالح الحلفاء الغربيين، في مقدمتهم بريطانيا، لافتًا إلى أن ميناء الداخلة الأطلسي المزمع إنجازه سيفتح آفاقًا واعدة أمام التجارة والاستثمار البريطانيين في القارة الإفريقية.
في القسم الأكثر حساسية من مقاله، كشف النائب البريطاني عن معطيات مقلقة حول طبيعة العلاقة بين جبهة البوليساريو والنظام الإيراني، معتبرًا أن هذه الصلات تعزز منطق إدراج الجبهة ضمن قوائم الإرهاب.
وأشار فوكس إلى أن المغرب سبق أن قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران عام 2018 بعد توافر أدلة على تورط “حزب الله” اللبناني – أحد أذرع إيران – في تدريب وتسليح عناصر من البوليساريو، بتنسيق مباشر مع السلطات الجزائرية. هذا التحالف الثلاثي، بحسب فوكس، لا يهدد فقط استقرار المغرب، بل يشكل خطرًا داهمًا على أمن شمال إفريقيا ومنطقة الساحل.
استشهد ليام فوكس بمبادرة النائب الأمريكي جو ويلسون، الذي قدم مشروع قانون إلى الكونغرس الأمريكي يهدف إلى تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية، أسوة بتنظيمات مثل “داعش” و”القاعدة”. واعتبر فوكس أن المملكة المتحدة ودول الكومنولث مدعوة إلى السير في نفس الاتجاه، لحماية الأمن الإقليمي والدولي من جماعات مسلحة لم تعد تخفي نواياها التخريبية.
وفي هذا السياق، كشف عن هجمات نفذتها ميليشيات البوليساريو مؤخرًا استهدفت منشآت مدنية من بينها مدرسة وموقع تابع لبعثة الأمم المتحدة “مينورسو”، في خطوة تؤكد انحرافها نحو العمل المسلح واستهداف المدنيين.
لم يفوّت النائب البريطاني الفرصة دون الإشادة بموقف الحكومة الجديدة في لندن بقيادة حزب العمال، التي أعربت عن رغبتها في تعزيز علاقاتها مع الرباط وتبني سياسة خارجية تتماشى مع المستجدات الواقعية في قضية الصحراء، وعلى رأسها الاعتراف المتزايد بمبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل نهائي وسلمي.
وختم فوكس مقاله بالدعوة إلى بناء تحالف غربي قوي خلف المغرب، يقوم على أساس المصالح المشتركة ومواجهة التهديدات الإرهابية، معتبراً أن الوقت قد حان لاتخاذ مواقف واضحة تُخرج القضية من دوامة الجمود وتضع حداً لمحاولات زعزعة الاستقرار التي تقودها أطراف غير مسؤولة في المنطقة.