أخبار الدارسلايدر

عبد الله بوصوف لموقع “الدار”: خطاب العرش درس أخلاقي وسياسي يؤسس لمغرب لا يُقصي أحدًا

عبد الله بوصوف لموقع “الدار”: خطاب العرش درس أخلاقي وسياسي يؤسس لمغرب لا يُقصي أحدًا

احمد البوحساني

بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المجيد، خصّ الدكتور عبد الله بوصوف، المفكر وأمين عام مجلس الجالية المغربية بالخارج، موقع “الدار” بكلمة خاصة، تناول فيها بالتحليل دلالات وأبعاد الخطاب الملكي السامي الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس نصره الله إلى الأمة يوم 30 يوليوز 2025.

وفي مستهل كلمته، أكد الدكتور بوصوف أن قوة الخطابات الملكية لم تعد مفاجِئة، بل باتت تشكل تقليدًا مؤسسيًا متجددًا، يُسائل الواقع ويستشرف المستقبل من خلال لغة راقية وعميقة، تحرص على مخاطبة المغاربة بصيغة “أنت”، في دلالة على القرب الإنساني والتقدير الملكي للشعب.

وأشار بوصوف إلى أن خطاب العرش لهذه السنة جاء زاخراً بالأسئلة الجوهرية، التي تُعيد توجيه البوصلة الوطنية نحو الأولويات، بعد أن استعرض جلالة الملك عددًا من المنجزات التي لم تكن وليدة الصدفة، بل نتاج عمل دؤوب ورؤية ملكية استراتيجية بعيدة المدى، في ظل استقرار سياسي وأمني، وخيارات تنموية متبصّرة.

وأوضح أن الخطاب حمل ما وصفه بـ”الاستفزاز الإيجابي”، من خلال أسئلة من قبيل: ماذا حققنا؟ وما الذي ينتظرنا؟ وكيف نواصل السير بثقة دون غرور؟ وهي تساؤلات، بحسبه، تهدف إلى دفع الجميع، مؤسسات ومواطنين، نحو مزيد من الالتزام والنجاعة في خدمة الوطن.

واعتبر بوصوف أن الرسالة المحورية للخطاب الملكي تكمن في رفض منطق “مغرب بسرعتين”، والتأكيد على ضرورة الانتقال إلى تنمية مجالية عادلة ومستدامة، تُعطي لكل جهة حقها، وتُثمن خصوصياتها، وتستجيب للحاجيات الفعلية للمواطنين في مجالات حيوية كالصحة والشغل والتغطية الاجتماعية.

وشدد على أن المغرب، كما يريده جلالة الملك، هو وطن لا يُقصي أحدًا، ولا يترك أحدًا في الخلف، بل يستند إلى رؤية مندمجة ومتكاملة تُجيب بوضوح على انتظارات المواطن في كل ربوع المملكة، من الحواضر إلى القرى والمداشر.

واستعرض بوصوف بعض الأرقام التي تضمنها الخطاب الملكي، والتي تعكس التحول النوعي الذي يعرفه المغرب، من بينها انخفاض معدل الفقر من 11.9% سنة 2014 إلى 6.8% سنة 2024، وتضاعف الصادرات الصناعية، وجعل المغرب أرض جذب استثمارات أجنبية بفضل اتفاقيات تبادل حر تغطي نحو ثلاثة ملايير مستهلك، مدعومة ببنية تحتية حديثة ومتطورة.

واعتبر أن هذه الإنجازات تترجم انتماء المغرب إلى مصاف الدول الصاعدة، الحريصة على تعزيز سيادتها الغذائية والصحية والطاقية، وتدارك الفوارق الاجتماعية والمجالية.

وفي ما يتعلق بملف الوحدة الترابية، أكد بوصوف أن الخطاب الملكي تميز هذه السنة بموقف أخلاقي وإنساني شجاع، من خلال تجديد جلالة الملك اليد الممدودة إلى الشعب الجزائري الشقيق، ودعوته إلى حوار مسؤول تحت عنوان “لا غالب ولا مغلوب”، باعتباره السبيل الأمثل لتجاوز الخلافات، وبناء مغرب عربي موحد.

وأضاف أن هذه المبادرة تعكس أخلاق الشجعان، خاصة في سياق يعرف اعترافات دولية وازنة بمغربية الصحراء، كان آخرها بريطانيا والبرتغال، واستثمارات ضخمة في الأقاليم الجنوبية، مقابل عزلة دبلوماسية إقليمية تعيشها الجارة الجزائر.

وختم الدكتور عبد الله بوصوف كلمته بقوله: “أرفع قبعتي لجلالة الملك محمد السادس على هذا الدرس الأخلاقي والسياسي الجديد”، مؤكدًا أن الخطاب الملكي يثبت مرة أخرى أن السياسة يمكن أن تكون أخلاقًا، وأن القيادة الحقيقية تتجلى في الحرص على الوحدة، والعدل، والتنمية، والحوار.

زر الذهاب إلى الأعلى