
الدار/ زكريا الجابري
في لحظة رسمية تعبق بالدلالات الرمزية والتقاليد العسكرية العريقة، حظي ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، بترقية سامية إلى رتبة كولونيل ماجور (عميد) داخل صفوف القوات المسلحة الملكية. وجاء هذا القرار بتوشيح ملكي سامي يحمل في طياته أبعاداً متعددة تتجاوز الرمزية البروتوكولية، لتعكس رؤية استراتيجية لتأهيل الجيل المقبل من القيادة الملكية.
وقد ظهر سمو ولي العهد لأول مرة مرتدياً الزي العسكري الرسمي للقوات البرية، وذلك خلال حضوره المميز لحفل أداء القسم للضباط الجدد أمام القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وهو الحفل الذي أقيم اليوم الخميس، في إطار الاحتفال بعيد العرش المجيد.
هذه الترقية لا تمثل مجرد انتقال إلى رتبة عسكرية أعلى، بل تُجسّد ثمرة مسار تكويني صارم، خضع له سمو ولي العهد في المجالين العسكري والأكاديمي، وفق برنامج تدريبي يزاوج بين التكوين القيادي والانضباط المؤسسي. كما تندرج هذه الخطوة في إطار حرص المؤسسة الملكية على إعداد ولي العهد ليكون على دراية كاملة بمختلف مناحي تدبير شؤون الدولة، وفي طليعتها قطاع الدفاع الوطني.
وتأتي هذه الخطوة لتكرّس الوفاء العميق للتقاليد العسكرية المغربية، وتؤكد في الآن ذاته على استمرارية الدولة، من خلال إعداد قيادة مستقبلية تتشرب من قيم الانضباط، والتضحية، والولاء للوطن.
الرسالة واضحة: سمو ولي العهد لا يُعد فقط رمزاً للاستمرارية، بل يجسّد أيضاً نموذجاً لجيل جديد من الأمراء القادة، الملمين بمسؤولياتهم، والمتشبعين بثقافة الدولة الحديثة التي يقودها جلالة الملك بحكمة وبعد نظر.