أخبار الدارالملكسلايدر

الملك يخلّد الأمجاد الإمبراطورية للمغرب: ربط الحاضر بماضٍ بلغ نفوذه الصحراء الكبرى الإفريقية وتخوم أوروبا

الملك يخلّد الأمجاد الإمبراطورية للمغرب: ربط الحاضر بماضٍ بلغ نفوذه الصحراء الكبرى الإفريقية وتخوم أوروبا

الدار/ مريم حفياني

في لحظة محمّلة بالرمزية التاريخية، أضفى جلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، بُعدًا عميقًا على الاحتفال بتخريج الفوج الجديد من الضباط، من خلال إطلاق اسم السلطان أحمد المنصور الذهبي على هذا الفوج، في إشارة قوية إلى عمق الجذور الحضارية للمملكة المغربية واستمرارية مجدها عبر العصور.

ولا تأتي هذه المبادرة الملكية في سياق بروتوكولي أو رمزي فحسب، بل تعكس ارتباطًا واعيًا بين حاضر المغرب وماضيه الإمبراطوري الزاخر، حين كان السلطان أحمد المنصور، أحد أعظم ملوك المغرب، يقود الدولة في أبهى فتراتها ازدهارًا وقوة. فقد امتدت رايات المملكة، في عهده، من سواحل المحيط الأطلسي إلى أعماق الصحراء الكبرى، وتجاوز نفوذها الحدود الإفريقية إلى تخوم أوروبا، في تجلٍّ واضح لعظمة المشروع الحضاري المغربي وتفوقه الجيوسياسي في تلك المرحلة المفصلية من التاريخ.

وتكمن أهمية هذه التسمية الملكية في كونها تُحمّل الضباط الجدد مسؤولية تاريخية قبل أن تكون عسكرية، فهم لا يحملون فقط رتبا نظامية، بل يحملون اسمًا يجسّد روح الانتصار والسيادة والعبقرية الدبلوماسية والعسكرية المغربية. إنهم يُمثّلون جيلًا جديدًا من القادة الذين يستلهمون من أمجاد السلطان المنصور قوة الانتماء الوطني، وعزم الدفاع عن مصالح المملكة ووحدتها الترابية في وجه كل التحديات.

كما أن هذه الخطوة الملكية تبعث برسائل واضحة إلى الخارج، وبالأخص إلى من يشكّك في عراقة الدولة المغربية ووحدتها، مفادها أن المغرب اليوم، كما بالأمس، يملك من الشرعية التاريخية والامتداد الحضاري ما يؤهله لأن يكون فاعلًا قوياً، ومؤثرًا في محيطه، ووريثًا لإمبراطورية امتدت يومًا إلى ما وراء البحار والحدود.

إن إطلاق اسم أحمد المنصور الذهبي على هذا الفوج العسكري ليس فقط استحضارًا لرمز تاريخي، بل هو إعلان ضمني بأن المغرب لا يقطع مع ماضيه المجيد، بل يجعله قاعدةً ينطلق منها إلى المستقبل، بثقة واقتدار، تحت قيادة ملك يُدرك جيدًا أن الأمم العريقة لا تصنع حاضرها من فراغ، بل من روافد المجد التي حفرتها عبر قرون.

زر الذهاب إلى الأعلى