أخبار دوليةسلايدر

الصين تسلّم المغرب 723 حافلة يوتونغ حديثة استعدادًا لأمم إفريقيا 2025

الدار/ إيمان العلوي

شهدت مدينة تشنغتشو بمقاطعة خنان الصينية احتفالية خاصة بتسليم أول دفعة من أصل 723 حافلة حديثة الصنع من علامة “يوتونغ” الموجهة إلى المملكة المغربية. الإعلام الصيني، وعلى رأسه صحيفة 科技日报 (Science and Technology Daily)، أبرز أن هذه الصفقة لا تعد مجرد خطوة عابرة مرتبطة ببطولة رياضية، بل مشروع متكامل يدمج الابتكار الصناعي الصيني مع طموح المغرب لتحديث منظومة النقل الحضري واستضافة حدث كروي قاري يترقبه الملايين.

المعطيات التقنية التي كشفتها الشركة المصنعة تظهر أن الحافلات الجديدة صُممت لتلائم خصوصيات المناخ المغربي بما فيها درجات الحرارة المرتفعة، الرطوبة، العواصف الرملية والانحدارات الكثيرة.

وقد أجرت يوتونغ اختبارات محاكاة قاسية على مسافات تتجاوز عشرة آلاف كيلومتر للتأكد من متانة المركبات وقدرتها على الصمود لما يصل إلى عشرين عامًا أو مليوني كيلومتر من الخدمة. كما جرى تطوير أنظمة التعليق الأمامية بشكل خاص لتعزيز الراحة والانسيابية في الطرق المتعرجة وضمان تجربة سفر أكثر أمانًا وسلاسة.

الصفقة، التي وُصفت في الإعلام الصيني بأنها الأكبر من نوعها في السوق الإفريقية، تأتي في توقيت حساس مع اقتراب انطلاق كأس أمم إفريقيا 2025 بالمغرب، حيث ستُخصص الحافلات أولًا لنقل الجماهير والوفود المشاركة، قبل أن يتم توزيعها لاحقًا على مختلف المدن المغربية لتغطية الخصاص في وسائل النقل العمومي. ومن جانب آخر، تعهدت يوتونغ بمواكبة المغرب ليس فقط عبر توفير الحافلات، بل أيضًا عبر خدمات متكاملة تشمل الصيانة، قطع الغيار، والتكوين التقني للفرق المغربية المكلفة بالتشغيل.

الصفقة تحمل كذلك أبعادًا دبلوماسية واقتصادية مهمة، فهي تُعزز حضور الصين كفاعل صناعي رئيسي في القارة الإفريقية، وتمنح المغرب رصيدًا إضافيًا في مساره لتطوير بنياته التحتية واستراتيجيته الرامية إلى تحسين جودة الخدمات العمومية. وبذلك، يؤكد التعاون المغربي الصيني مرة أخرى أن الاستثمارات في البنية التحتية ليست مجرد أرقام في تقارير اقتصادية، بل مشاريع ملموسة تترجم إلى حافلات حديثة تسهّل حركة المواطنين وتساهم في إنجاح حدث رياضي بحجم كأس الأمم الإفريقية.

زر الذهاب إلى الأعلى