
الدار/
شهدت مدينة أكادير، أمس، انطلاق فعاليات الدورة التاسعة للجائزة الوطنية لأمهر الصناع التقليديين، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده. وترأس حفل الافتتاح الوزير يونس السعدي، الذي أكد في كلمته على المكانة المحورية للصناعة التقليدية في صون الهوية الوطنية ودعم مسار التنمية المستدامة.
وأوضح السعدي أن هذه الجائزة الوطنية تشكل محطة بارزة للاعتراف بالكفاءات والمهارات الحرفية المغربية، والاحتفاء بإبداع الصناع والصانعات الذين ساهموا في الحفاظ على أصالة المنتوج التقليدي وتطويره، بما يعكس غناه الفني وقيمته الاقتصادية والثقافية.
وأضاف الوزير أن الصناعة التقليدية، التي تُعد إحدى ركائز الحضارة المغربية منذ قرون، لعبت أدوارًا أساسية في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، مبرزًا أن الحرفيين المغاربة ظلوا أوفياء لهذا الإرث، عبر نقل المهارات جيلا بعد جيل، وإبراز قدرتهم على التجديد والابتكار في إطار يحترم الخصوصية التراثية للمملكة.
كما استعرض السعدي أهم الأوراش الاستراتيجية التي تعمل الوزارة على تنزيلها، ومنها: تطوير وتأهيل البنيات التحتية، تقديم الدعم التقني والفني، تحسين جودة المنتوج وأساليب الإنتاج، توسيع العرض وتنويعه، تعزيز التكوين المهني والمستمر، إضافة إلى تقوية برامج التسويق والترويج محليًا ودوليًا.
وحظي المشاركون في هذه الدورة بتقدير خاص من الوزير، الذي نوه بجودة وتنوع المنتجات المعروضة، معبرا عن امتنانه للجنة التحكيم على مجهوداتها، ولغرف الصناعة التقليدية والمديريات الترابية والشركاء المؤسساتيين والخواص على دعمهم المتواصل.
واختُتم الحفل بتتويج الفائزات والفائزين بالجائزة الوطنية لأمهر الصناع، إلى جانب الإعلان عن الانطلاقة الرسمية لعملية توزيع البطائق المهنية للصانع التقليدي، وتوقيع عدد من الاتفاقيات الهامة الرامية إلى توفير عروض وخدمات تفضيلية لفائدة الحرفيين.
وبذلك، تواصل هذه التظاهرة الوطنية تعزيز إشعاع الصناعة التقليدية المغربية، باعتبارها رافدا أساسيا للاقتصاد الوطني، وواجهة حضارية وثقافية تعكس غنى وتنوع التراث المغربي الأصيل.