سلايدرمغرب

الغضب لا يُقمع: كيف يواجه المغرب احتجاجات جيل Z؟

الدار/ زكريا الجابري

تتواصل موجة احتجاجات يقودها جيل Z، الفئة التي ولدت في عصر الرقمنة والاتصال الفوري، وتحمل مطالب واضحة تتعلق بالتعليم والعمل والخدمات العامة. ما يثير القلق هو الإفراط في استخدام القوة من قبل الأجهزة الأمنية، حتى تجاه الشباب غير العنيف، ما يزيد الاحتقان الاجتماعي ويعمّق فجوة الثقة بين الدولة والمواطنين.

التجارب الدولية تثبت أن القمع ليس الحل. ألمانيا وكندا واليابان اعتمدت على الحوار المستمر، منصات رقمية لعرض المطالب، وأيام مفتوحة للمجتمع المدني، مع متابعة واضحة لتنفيذ المطالب. هذه الآليات حولت الاحتجاجات من مواجهات إلى فرص لبناء الثقة والمشاركة المجتمعية.

في المغرب، المبادرات مثل الأيام التواصلية وفتح أبواب الإدارات تبقى محدودة وموسمية، ما يجعل الشارع المنبر الوحيد للشباب للتعبير عن مطالبهم. الحل يكمن في اعتماد حوار مؤسسي دائم، منصات متابعة شفافة، وتفعيل برامج إشراك الشباب في صنع القرار المحلي والوطني، مع الحد من الاعتماد على القوة الأمنية إلا كخيار أخير.

الاستقرار لا يصنع بالقمع، بل بالحوار والتواصل المستمر، وتحويل الغضب إلى طاقات إنتاجية ومبادرات مجتمعية. المغرب أمام فرصة لإعادة بناء الثقة مع جيل Z، وإشراكه كشريك فعلي في التنمية الوطنية، بدلًا من أن يبقى محتجًا على هامش القرار، فالمستقبل يحتاج إلى حكمة وحكامة أكثر من القوة.

زر الذهاب إلى الأعلى