استقالة مفاجئة لرئيس الوزراء الفرنسي لوكورنو بعد أقل من 24 ساعة على إعلان حكومته الجديدة

أحمد البوحساني
في تطور سياسي مفاجئ يعمّق الأزمة التي تشهدها فرنسا، أعلن قصر الإليزيه صباح الاثنين أن رئيس الوزراء الفرنسي سيباستيان لوكورنو قدّم استقالته إلى الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي قبلها فوراً، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على إعلان تشكيل حكومته الجديدة.
وجاءت هذه الخطوة غير المتوقعة بعد أن واجه الفريق الحكومي الجديد موجة انتقادات حادة من مختلف الأطياف السياسية، مباشرة بعد الإعلان عنه مساء الأحد.
وكان ماكرون قد كلّف لوكورنو بتشكيل الحكومة الجديدة في محاولة لاحتواء الأزمة السياسية المتفاقمة في البلاد، عقب أسابيع من المفاوضات والتجاذبات بين الأحزاب. وأعلن التشكيل الوزاري مساء الأحد، ليكون لوكورنو بذلك سابع رئيس وزراء في عهد ماكرون، غير أنه لم يمكث في منصبه سوى ساعات معدودة.
وتضم الحكومة التي أُعلن عنها مساء أمس شخصيات جديدة وأخرى احتفظت بمناصبها، إذ تولّى برونو لو مير، وزير الاقتصاد السابق، حقيبة الدفاع، فيما أُسندت وزارة الاقتصاد إلى رولان ليسكيور، في مهمة صعبة تتمثل في إعداد خطة الموازنة المقبلة. كما احتفظ جان-نويل بارو بمنصبه وزيراً للخارجية، واستمر برونو ريتايو في وزارة الداخلية، بينما بقي جيرالد دارمانان وزيراً للعدل.
ورغم هذه التغييرات، لم تهدأ الانتقادات، إذ اعتبرت قوى معارضة أن الحكومة الجديدة تفتقر إلى “الجرأة والتجديد”، ما جعل استقالة لوكورنو السريعة تعكس حجم الانقسام السياسي الذي تمر به فرنسا حالياً، وتضع الرئيس ماكرون أمام تحدٍ جديد في البحث عن بديل قادر على تشكيل حكومة مستقرة.