تحقيقًا للفعالية وسرعة الإنجاز.. شنغهاي تفتح أبوابها أمام الكفاءات العالمية عبر خدمات موحدة وسريعة

الدار/ كلثومة إدبوفراض
في إطار توجهها لتعزيز مكانتها كمركز عالمي للابتكار والاستثمار والفرص المهنية، تواصل مدينة شنغهاي الصينية مساعيها لتوفير بيئة عمل وحياة أكثر انفتاحًا ومرونة أمام الكفاءات الدولية، من خلال سعي السلطات المحلية إلى تبسيط الإجراءات الإدارية وتوسيع نطاق الخدمات المقدمة للأجانب العاملين والمقيمين في المدينة، بما يضمن تجربة أكثر سهولة وسلاسة.
في هذا السياق، شهدت منطقة البوند في شتنبر 2025 تجربة جديدة تعكس هذا التطور، حيث تمكنت آنا، وهي شابة روسية تعمل في إحدى مؤسسات التموين بالمنطقة، من الحصول على تصريح عملها في غضون دقائق عبر مركز خدمات المهنيين الدوليين، الذي يوفر دعماً كاملاً باللغة الإنجليزية، وإجراءات إلكترونية مبسطة، ما جعلها تُثني على الكفاءة وسرعة إنجاز المعاملات في مكان واحد دون الحاجة للتنقل بين الإدارات.
وعن تفاصيل هذا المركز، فقد تمّ إطلاقه في أبريل بمنطقة هوانغبو بشنغهاي، باعتباره نموذجًا متقدمًا في تقديم الخدمات الحكومية المتكاملة للمهنيين الدوليين، حيث يضم 36 خدمة تغطي تصاريح العمل، والتأشيرات، والإقامة الدائمة، والخدمات التجارية، والمساعدة في شؤون الحياة اليومية.
على هذا، تحول المركز إلى منصة موحدة تُغني عن زيارة عدة جهات، في خطوة وصفها المسؤولون بأنها نقلة نوعية في تحسين بيئة العمل للأجانب.
وفي هذا الإطار، أوضح مدير المركز أن الأجانب كانوا في السابق مضطرين لزيارة أربع جهات مختلفة لإنجاز معاملاتهم، في حين يمكن اليوم إتمام كل الخطوات في موقع واحد، بل وإلكترونيًا في كثير من الحالات.
من جانبها، أكدت مديرة الموارد البشرية في مؤسسة “ثري أون ذا بوند”، أن الإجراءات الجديدة قلّصت الجهد والوقت بشكل ملحوظ، بفضل التحديثات الرقمية التي تبنتها حكومة شنغهاي.
ولا يتوقف هذا المركز عند هذا الحدّ، بل تمتد جهوده لتشمل دليلًا ثنائي اللغة يضم إرشادات حول الإقامة والعمل والضرائب، إلى جانب معلومات ثقافية تساعد الأجانب على الاندماج في الحياة اليومية للمدينة.، إلى جانب ذلك، فإن المنطقة تستثمر موقعها الاستراتيجي على ضفاف النهر لتجعل من المركز محطة أولى لاستقبال الكفاءات الدولية، ضمن رؤية شاملة تجمع بين التنمية الاقتصادية والانفتاح الثقافي.
وتجسّد هذه المبادرة الخلاّقة والشمولية التي اعتمدتها شنغهاي لصالح المهنيين الدوليين، نموذجًا حديثًا للانفتاح والابتكار، يقوم على مبادئ الكفاءة وسرعة الإنجاز، ويعكس حرص المدينة على تعزيز تنافسيتها وجاذبيتها كمركز عالمي للمواهب.
في السياق ذاته، توفر مناطق أخرى مثل هونغتشياو وجينغآن مراكز مماثلة تسهّل الحصول على تصاريح العمل والإقامة، وتستقطب المواهب العالمية في مجالات البحث والابتكار وريادة الأعمال.