أخبار دوليةسلايدر
تحريض رسمي من الجزائر ضد المغرب… حين يفشل النظام في الدبلوماسية فيلجأ للفوضى

الدار/ مريم حفياني
أقدمت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية على نشر محتوى يدعو بشكل صريح الشعب المغربي إلى الخروج للاحتجاج، في سابقة خطيرة تكشف حجم الانحراف الذي وصلت إليه الآلة الإعلامية الرسمية بالجزائر، والتي تجاوزت حدود المنافسة السياسية والدبلوماسية إلى محاولة زعزعة استقرار بلد جار.
المنشور، الذي تم تداوله عبر القنوات الرسمية لوكالة الأنباء الجزائرية، لم يكن مجرد رأي صحفي أو تحليل سياسي، بل تحريض مباشر موجّه للشعب المغربي، ما يشكل انتهاكًا صارخًا لكل القوانين والأعراف الدولية التي تمنع تدخل دولة في الشؤون الداخلية لدولة أخرى، خاصة عبر وسائل إعلام رسمية تموّلها الخزينة العمومية.
هذه الخطوة غير المسبوقة تعبّر عن حالة تخبط داخل النظام الجزائري، الذي فقد السيطرة على أدواته الدبلوماسية والإعلامية، بعد سلسلة من الانتكاسات على الساحة الإقليمية والدولية، خصوصًا في ملف الصحراء المغربية. فبعد أن عزز المغرب شراكاته مع قوى كبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين، وجددت عواصم وازنة دعمها لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، وجدت الجزائر نفسها معزولة دبلوماسيًا، فاختارت التصعيد الإعلامي بدل الحوار.
تحليلات متطابقة من خبراء في الشؤون المغاربية أكدت أن النظام الجزائري يسعى عبر هذه الحملات إلى تحويل الأنظار عن أزماته الداخلية، خصوصًا ما يتعلق بتدهور الوضع الاقتصادي واحتقان الشارع بسبب البطالة وارتفاع الأسعار. فبدل معالجة قضايا التنمية والديمقراطية، تحاول السلطة في الجزائر تصدير أزمتها نحو الخارج، عبر افتعال توترات مع المغرب، الذي بات يُنظر إليه كنموذج للاستقرار والإصلاح في المنطقة.
المغرب يدرك أن التصعيد الإعلامي الجزائري لا يستند إلى أي منطق سياسي بقدر ما يعكس فقدان البوصلة لدى صانعي القرار في قصر المرادية.
ما قامت به وكالة الأنباء الجزائرية ليس مجرد انزلاق إعلامي، بل عمل عدائي يمكن أن يُدرج في خانة التحريض على الفتنة، وهو ما يستوجب ردًّا حازمًا من المنظمات الإقليمية والدولية التي تراقب التزام الدول بميثاق حسن الجوار.
لقد تجاوزت الجزائر، بهذه الدعوة الخطيرة، ما لم تفعله حتى القوى الاستعمارية في أوج خصومتها، في محاولة بائسة لإشعال فتنة في بلد أثبت تماسكه ووحدته. وبينما تراهن الجزائر على الفوضى، يراهن المغرب على البناء، وعلى يقظة شعبه الواعي الذي يدرك جيدًا أن الاستقرار أغلى من كل