سلايدرمغرب

المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها

د/ الحسين بكار السباعي

منذ فجر السادس من نوفمبر سنة 1975، سطر المغرب واحدة من أبهى صفحات تاريخه المعاصر، حين إنطلقت المسيرة الخضراء المظفرة معلنة للعالم أجمع أن الصحراء كانت وستبقى جزءا لا يتجزأ من التراب المغربي. لم يكن ذلك الحدث مجرد مسيرة نحو الأرض، بل كان مسيرة نحو الكرامة والوحدة والوفاء للعهد التاريخي الذي يجمع الشعب بعرشه. لقد إستعاد المغرب صحراءه بالتحام إرادة الملك والشعب، وبقوة الشرعية التاريخية التي تشهد بها الوثائق والبيعة، وبصلابة الموقف الوطني الذي لم يلن أمام المناورات ولا الضغوط، لأن الحق الساطع لا يحتاج إلى تبرير.

واليوم، ونحن نحيي ذكرى تلك الملحمة الخالدة، نجدد العهد بأننا أوفياء لقسم المسيرة الخضراء، مخلصون لروح شهدائنا الأبرار الذين بذلوا أرواحهم لتظل راية الوطن خفاقة فوق رمال العز والكرامة. إن الصحراء المغربية ليست فقط أرضا في الجغرافيا، بل هي نبض في الوجدان، وعنوان للثبات والسيادة والوحدة. فالمغرب في صحرائه والصحراء في مغربها، عهد متجذر في القلوب، ووعد مستمر في التاريخ، لا يمحى بمرور الزمن ولا تزعزعه الأوهام، ولأن روح المسيرة الخضراء ستظل تنير درب الأجيال القادمة نحو مغرب موحد من طنجة إلى الكويرة.

زر الذهاب إلى الأعلى