المواطن

مغاربة العالم والإرهاب.. تهم جاهزة أم فشل في الاندماج

الدار/ فاطمة الزهراء أوعزوز

 

لا تزال تهمة الإرهاب لصيقة بمغاربة العالم الذين يعيشون في ديار المهجر، وكثيرة هي الأسماء التي  لا يسطع نجمها إلا حينما تقترن بجرائم الإرهاب، والتوغل في قضايا تهديد الأمن والسلامة للمواطنين داخل المجتمعات الغربية، الأمر الذي يثير مجموعة من التساؤلات حول ما مدى مصداقية المعلومات والأخبار التي تتناقلها وسائل الإعلام الغربية حول المهاجرين. فهل حقيقة بالفعل؟ أم أنها لا تغدو أن تكون مجرد شكل من أشكال المغالطات التي تضلل الرأي العام، وتعكس صورة سلبية عن المهاجر المغربي؟ موقع "الدار" يبحث الموضوع.

 

أثار موضوع سحب الجنسية البلجيكية أمس الأول الأربعاء من المغربي فؤاد بلقاسم المزداد في بلجيكا من أبوين مغربيين، حفيظة عديد من المغاربة خصوصا وأن هذا الحادث سلط بضوء على التهم التي عادت ما تطارد أفراد الجالية المغربية المقيمة في الخارج من جديد، علما أن بلقاسم أدين سابقا بتجنيد مقاتلين،  وحكم عليه بالسجن 12 سنة سجنا نافذا لترؤسه "جماعة إرهابية" هي "الشريعة لبلجيكا" التي كانت تنشط في إرسال المقاتلين الى سوريا.

وشكل هذا الخبر واحدا من العوامل الأساسية التي أعادت نقاش الإسلاموفوبية في بلجيكا، الأمر الذي يضع العديد من المغاربة المقيمين هناك أمام مجموعة من التحديات، التي تتعلق أساسا بتهم الإرهاب.

فاطمة الزهراء المدني، الباحثة في قضايا وشؤون الهجرة، تقول في تصريح خاص لموقع "الدار"، إن الإرهاب يشكل حقيقة لا مناص منها، خصوصا في الدول الغربية، غير أن المثير للقلق هو كيل التهم للمهاجرين المغاربة كلما ظهرت جريمة إرهابية تقض مضجع المواطنين، معتبرة أن هذا الأمر يتعمد الإعلام الأوروبي التركيز عليه، ولا يكون دائما معطى بريئا ومفرغا من تلك النية التي تروم رد الصاع صاعين.

وأشارت أن هذا الأمر يعتبر شكلا من أشكال محاولة التملص من فشل السياسات الداخلية لعدم قدرتها على تدبير قضايا الإرهاب، خصوصا عندما يكون البلد مفتقرا لآليات مناهضة العنف والعمليات الإرهابية، كما اعتبرت إقدام أفراد من الجالية على التوغل في عمليات الإرهاب حقيقية، خصوصا وأن فئة كبيرة منهم تعبر من خلال ذلك عن فشلها في الاندماج مع المجتمع الجديد، مشيرة أن البلد المستقبل يتحمل جزءا لا يستهان من المسؤولية في الاندماج.

بدوره، يقول كمال البهادلي، مقيم مغربي في بلجيكا (35 سنة)، لميكروفون "الدار"، علينا الاعتراف أن المهاجرين أقل تحضرا مقارنة بالمواطن الأصلي، مشيرا أنه لا يوجد إنسان مثالي لكن هناك أمور بديهية ممكن أن يتعلمها المرء في بيئة صحيحة تعتمد منهج  اجتماعيا و سياسيا سليما لا يتعارض مع قوانين بلد الإقامة، وموضحا أن توغل بعض المغاربة في الإرهاب حقيقة، لكن الأمر لا يتعلق بالجميع ما يستدعي محاربة مثل هذه المغالطات.

وعن موقفه من الإرهاب يقول كمال، العضو النشط في عدة فعاليات مناهضة للإرهاب ببلجيكا: لا شك  إنها تعتبر أعمالا إجرامية، إنني أدعو لثورة عالمية لتجفيف منابع الإرهاب والقضاء عليه، ما حصل في الدول الأوربية جريمة بشعة راح ضحيتها أناس أبرياء، أتعاطف كذلك مع فرنسا الجريحة التي عانت من الإرهاب في السنوات الأخيرة". وأشار البهادلي إلى أن فكرة محاربة الإرهاب انطلقت من حالات إرهابية عايشها، حيث  "سيارات الموت كانت تحصد الجميع الأقارب، الأصدقاء، الأطفال والنساء… و"في لحظة وعي قررت أن أعمل ضد الإرهاب وأبين خطره والتفكير في الوسائل الممكنة للقضاء عليه"، مشيرا أنه إذا أردت أن تعرف الإرهاب عليك أن تقرأ عن جذوره التاريخية. وشدد في السياق ذاته، على أنه من الضروري الاستفادة  من الحرية  الممنوحة للمهاجر في الدول الأوربية، "لدينا فرصة للتعبير عكس ما يحدث في البلدان الأخرى، يمكننا ملء فراغ حق الفرد بالتعبير مهما كان انتماءه  وفكره، علينا أن نعمل على إيصال الرسالة للمجتمع الدولي عن آراءنا و أفكارنا الرافضة للعنف والإرهاب و التسلط".

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة عشر − ثلاثة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى