أخبار الدارالرياضةسلايدر

لقجع لـ“فرانس فوتبول”: كرة القدم المغربية بُنيت بعقل استراتيجي لا بمنطق الإنجاز العابر

لقجع لـ“فرانس فوتبول”: كرة القدم المغربية بُنيت بعقل استراتيجي لا بمنطق الإنجاز العابر

الدار/ سارة الوكيلي

في حوار مطوّل مع المجلة الفرنسية المرموقة “فرانس فوتبول”، قدّم فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، قراءة معمّقة لمسار تطور الكرة الوطنية، مؤكداً أن ما تحقق في السنوات الأخيرة لم يكن وليد الصدفة ولا نتيجة مغامرات قصيرة النفس، بل حصيلة رؤية اشتغال واضحة المعالم، انطلقت منذ سنوات على أساس البناء الهادئ والتراكمي.

لقجع شدد، في حديثه للمجلة، على أن الجامعة اختارت منذ البداية الابتعاد عن منطق اللهاث وراء النتائج السريعة أو الإنجازات الظرفية، مبرزاً أن الرهان لم يكن الفوز بلقب واحد أو صناعة لحظة احتفالية عابرة، وإنما تشييد منظومة كروية متكاملة وقابلة للاستمرار، تنسجم فيها كل الحلقات من كرة القاعدة إلى النخبة، ومن التكوين إلى الاحتراف.

وأوضح رئيس الجامعة، كما نقلت “فرانس فوتبول”، أن جوهر المشروع المغربي ارتكز على الاستثمار في الإنسان قبل الألقاب، عبر إعطاء أولوية قصوى للتكوين طويل الأمد، خاصة في الفئات العمرية الممتدة بين 10 و20 سنة، باعتبارها المرحلة المفصلية في تشكيل اللاعب من الناحيتين التقنية والذهنية. فهذه المرحلة، بحسب لقجع، هي التي تحدد ملامح اللاعب القادر على المنافسة قارياً ودولياً، وليس التدخل المتأخر أو الحلول الترقيعية.

وأضاف لقجع أن العمل لم يقتصر على تطوير اللاعبين فقط، بل شمل أيضاً تحديث البنيات التحتية، وإعادة تنظيم الإطار المؤسساتي لكرة القدم الوطنية، مع الحرص على البناء فوق ما تحقق سابقاً بدل هدمه أو القطيعة معه. فالفلسفة المعتمدة، كما جاء في الحوار، تقوم على الاستمرارية وتراكم المكتسبات، لا على تغيير الاتجاه مع كل نتيجة إيجابية أو سلبية.

ووفق ما أوردته مجلة “فرانس فوتبول”، فإن لقجع يرى أن قوة التجربة المغربية تكمن في وضوح الرؤية والالتزام بها، مهما كانت الضغوط، مع الإيمان بأن كرة القدم الحديثة تُصنع داخل مراكز التكوين، وفي الاستقرار الإداري، وفي التخطيط بعيد المدى، لا في القرارات الانفعالية.

رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قدم تصوراً يضع التجربة المغربية في سياق استراتيجي أوسع، حيث يصبح النجاح نتيجة طبيعية لمسار مدروس، لا هدفاً آنياً يُلاحق بأي ثمن، وهو ما يفسر – بحسب المجلة الفرنسية – قدرة الكرة المغربية على فرض نفسها بثبات على الساحة الدولية في السنوات الأخيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى