الجمهوريون الأميركيون يشيدون باغتيال سليماني والديموقراطيون يحذرون من تبعات التصعيد
سارع مشرعون جمهوريون الجمعة الى التعبير عن دعمهم القوي للهجوم الذي أمر به الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاغتيال الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، فيما حذر آخرون من تداعيات العملية.
ويؤشر الانقسام الى الاستقطاب الحاد الذي تعاني منه الولايات المتحدة قبل انتخابات الرئاسة المقررة العام المقبل.
وقال النائب الجمهوري البارز في مجلس النواب كيفن ماكارثي في بيان “في تجسيد للتصميم والقوة، ضربنا قائد هؤلاء الذين يهاجمون أراضينا الأميركية ذات السيادة”.
وكتب السناتور الجمهوري النافذ ليندسي غراهام، أحد حلفاء ترامب المقربين، على “تويتر”، “أنظر بتقدير إلى العمل الشجاع للرئيس دونالد ترامب ضد العدوان الإيراني”.
وأضاف “أقول للحكومة الإيرانية: إذا كنتم تريدون المزيد فستحصلون على المزيد”، مضيفا “إذا تواصل العدوان الإيراني وكنت أعمل في مصفاة إيرانية للنفط، فسأفكر في تغيير عملي”.
وأدت الضربة التي وقعت في مطار بغداد الدولي صباح الجمعة إلى مقتل سليماني ونائب قائد الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس.
وجاءت الضربة بعد أن حاصر محتجون موالون لإيران هذا الأسبوع السفارة الأميركية ردا على ضربات جوية أميركية على فصيل من الحشد الشعبي. ونفذت الولايات المتحدة تلك الضربات بعد أن أدى هجوم صاروخي قبل ذلك بأيام إلى مقتل متعاقد أميركي في قاعدة عسكرية شمال بغداد.
وعادة يبلغ البيت الأبيض مسبقا كبار أعضاء الحزبين في مجلسي النواب والشيوخ بكل ضربة عسكرية كبيرة.
إلا أن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إليوت إنغل (ديموقراطي) قال في بيان إن “هذه الضربة تمت بدون إخطار الكونغرس أو التشاور معه”.
وأضاف أن “قاسم سليماني كان العقل المدبر لعنف هائل وآلام وعدم استقرار، ويداه ملطختان بدماء أميركيين، ولن أبكيه”، متابعا “لكن كثيرين سيعتبرونه شهيدا وأشعر بقلق عميق من انعكاسات هذه الضربة”.
ورأى إنغل أن “تنفيذ عمل بمثل هذه الخطورة من دون إشراك الكونغرس ينطوي على مشاكل قانونية خطرة ويشكل إهانة لصلاحيات الكونغرس”. وقال إن العملية الأميركية تشكل “تصعيدا خطيرا لنزاعنا مع إيران مع عواقب لا يمكن التكهن بها”.
وقالت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي بدورها إن قتل سليماني في ضربة أميركية يهدد بإحداث “تصعيد خطير للعنف”.
وأضافت في بيان “أميركا والعالم لا يمكنهما تحمل تصعيد في التوتر يصل إلى درجة اللاعودة”.
كما انتقد مرشحون الى الرئاسة الأميركية الهجوم.
وقال جو بايدن، النائب السابق للرئيس والمرشح للانتخابات التمهيدية للديموقراطيين، “ألقى ترامب للتو إصبع ديناميت في برميل بارود وعليه أن يقدم توضيحات للشعب الأميركي”، مؤكدا أنه “تصعيد هائل في منطقة خطيرة أساسا”.
وأضاف “من المؤكد أن إيران سترد. ربما نكون على حافة نزاع كبير في الشرق الأوسط”.
وأكد بيرني ساندرز، المرشح الديموقراطي الآخر الى الرئاسة، أن “تصعيد ترامب خطير ويقربنا أكثر من حرب كارثية أخرى في الشرق الأوسط”.
وأضاف السناتور المستقل “ترامب وعد بإنهاء الحروب المزمنة، لكن عمله هذا يضعنا على طريق حرب أخرى”.
وقال بن رودس الذي كان من مستشاري الرئيس السابق باراك أوباما المقربين “لا شك أن يدي سليماني ملطختان بالدماء، لكنها لحظة مخيفة فعلا”، معتبرا أن “إيران سترد على الأرجح في أماكن عديدة. أفكر في كل الطاقم الأميركي في المنطقة في هذه اللحظة”.
وسينافس الفائز الديموقراطي في الانتخابات التمهيدية ترامب على الرئاسة. ومن المؤكد أن الضربة الأميركية ستكون من المواضيع الساخنة في المناظرات التي تسبق الانتخابات.
كما تصدر الموضوع محاور النقاش في الأوساط الدبلوماسية والمؤسسات الفكرية.
فقد علق رئيس منظمة “مجموعة الأزمات الدولية” روبرت مالي بالقول إن “رئيسنا الذي أقسم على جعل الولايات المتحدة في منأى عن حرب أخرى في الشرق الأوسط، أصدر في الواقع للتو إعلان حرب”.
وكتب رئيس مجلس العلاقات الخارجية (مركز أبحاث) ريتشارد هاس على “تويتر”، “أي حرب مع إيران لن تبدو كحرب الخليج 1990 أو حرب العراق 2003.. فالمنطقة، وربما العالم، سيكونان أرض معركة”.
المصدر: الدار ـ أ ف ب