نهضة بركان.. من القاع إلى القمة
بالكاد كان يوفر مصاريف تنقله فأصبح يتعاقد مع لاعبين بمئات الملايين
صلاح الكومري
بالأمس القريب، كان فريق نهضة بركان لكرة القدم، يمارس في القسم الوطني هواة، يخوض مبارياته في ملعب مترب، بالكاد يوفر مصاريف التنقل من وإلى الملعب وأجور لاعبيه، واليوم أصبح أحد أقوى الأندية الوطنية، وينافس على الفوز بلقب الدوري الوطني للمحترفين.
بالأمس القريب، كان نهضة بركان، يضطر إلى تسريح لاعبيه إلى فرق أخرى بمبالغ مالية زهيدة لتوفير مصاريفه، أما اليوم، فقد أصبح ينافس أقوى الفرق الوطنية على التعاقد مع اللاعبين البارزين، من أجل المنافسة على الألقاب، بل إنه يقدم لهم مبالغ مالية كبيرة، ضعف ما تقدمه أندية من قبيل الوداد والرجاء البيضاويين.
مارس نهضة بركان سنوات عديدة في ما يسمى بـ”أقسام الظلمات”، إلى حدود سنة 2011، حين عاد إلى القسم الوطني الثاني، حيث نافس لموسم واحد (2011/2012)، ثم عاد إلى الدوري الوطني الأول بعدما غادره سنوات الثمانينيات.
أصبح نهضة بركان، الآن، فريقا يحسب له ألف حساب، يقف بثقة أمام الكبار، ولا يحرجه تاريخه ولا ماضيه في قسم الهواة، ولا فراغ خزانته من الألقاب، إذ أنه توج بأول لقب له في تاريخه في موسم 2017/2018، حين فاز في المباراة النهائية لكأس العرش أمام الوداد الفاسي.
على مدار تاريخه، منذ تأسيسه سنة 1971، بعد اندماج فريقي الاتحاد الإسلامي البركاني والشباب الرياضي البركاني، لم يُعرف نهضة بركان بالفريق الذي يتعاقد مع اللاعبين، بل اشتهر بأنه خزان المواهب الذي يصدر لاعبيه لفرق القسم الوطني الأول، إذ أنه كان وراء بروز، عائلة البرازي، والراحل زكرياء الزروالي، الذي تألق مع الرجاء البيضاوي، وأحمد الطالبي، الذي حمل قميص الوداد الرياضي، وآخرين.
من قسم الهواة تحول النهضة البركانية إلى مقارعة كبار أندية القارة الأفريقية، إذ أن الفريق، نجح، في أول مشاركة في كأس كأس الكونفدرالية، من بلوغ دور ربع النهائي، كان ذلك موسم 2017/2018، وفي الموسم الموالي 2018/2019، استطاع الفريق “البرتقالي” الوصول إلى المباراة النهائية، بل إنه كاد أن يحرز اللقب على حساب الزمالك المصري، أحد أقوى أندية القارة السمراء.
في أول موسم له في الدوري الوطني للمحترفين (2012/2013)، احتل نهضة بركان المركز السابع برصيد 40 نقطة، وفي الموسم الموالي (2013/2014)، احتل المركز التاسع برصيد 35 نقطة، وفي موسم 2014/2015، احتل المركز التاسع أيضا برصيد 36 نقطة، وفي موسم 2015/2016، احتل المركز السابع برصيد 43 نقطة، وفي موسم 2016/2017، ارتقى، هذه المرة، إلى المركز الرابع برصيد 51 نقطة، وهو مركز أهله للمشاركة في كأس الكونفدرالية لأول مرة في تاريخه، ولأول مرة يشارك المغرب بفريقين في هذه المنافسة، وفي 2017/2018، أنهى الفريق الموسم محتلا المركز التاسع برصيد 41 نقطة، وفي الموسم الماضي 2018/2019، أنهى الترتيب محتلا المركز السادس برصيد 39 نقطة.
في الموسم الحالي 2019/2020، فريق نهضة بركان يوقع على مشاركة تاريخية في منافسة الدوري الوطني للمحترفين، بل إنه يعتبر المرشح الأول للفوز بلقب الدوري الوطني للمحترفين، إذ يحتل المركز الأول برصيد 27 نقطة، برصيد خال من أي هزيمة.
في ظرف سبع أو ثماني سنوات، استطاع نهضة بركان أن ينفض عنه غبار الهواية، فبنعدما كان فريقا مغلوبا على أمره، أصبح أحد أكبر أندية الدوري الوطني، ونجح رياضيا وإداريا في ما فشلت فيه أندية عريقة في الخارطة الكروية المغربية.