أخبار دولية

ثلاث شركات طيران تعلق رحلاتها الى الصين واجتماع طارىء لمنظمة الصحة حول كورونا

علقت ثلاث شركات طيران الاربعاء رحلاتها الى الصين، حيث خلف وباء فيروس كورونا المستجد اصابات فاقت عدد الإصابات بوباء سارس قبل حوالى عشرين عاما، في حين أعلنت منظمة الصحة العالمية عن اجتماع طارىء الخميس لبحث هذا الوباء.

وأعلنت السلطات الصحية الصينية الأربعاء تسجيل 26 وفاة جديدة جراء فيروس كورونا المستجد منذ الثلاثاء، ما رفع الحصيلة إلى 132 وفاة و5974 إصابة مؤكدة في البر الصيني مع استثناء هونغ كونغ.

وهذا الرقم تخطى عدد الإصابات عند انتشار فيروس سارس (متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد) الذي أصاب 5327 شخصا في 2002 و2003 وأدى إلى وفاة 774 شخصا في العالم بينهم 349 في البر الصيني.

وتركزت الإصابات بفيروس كورونا المستجد في الصين، غير أن إصابات سجلت أيضا في 15 دولة أخرى. وفي مؤشر مقلق، أفادت اليابان وألمانيا الثلاثاء عن أولى حالات انتقال الفيروس من شخص إلى آخر خارج الصين.

وفي أول إصابة مثبتة بالفيروس في الشرق الأوسط، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة الأربعاء تسجيل أول إصابة بالفيروس بين أفراد أسرة قادمة من ووهان، من غير أن توضح عدد الإصابات تحديدا.

وفي مؤشر على تشديد الاجراءات الاحتياطية في الخارج، أعلنت الخطوط الجوية البريطانية الاربعاء تعليقا فوريا لرحلاتها الى الصين.

وأوضحت الشركة أنها تتبع بذلك توصيات السلطات في المملكة المتحدة التي نصحت، كما فعلت المانيا والولايات المتحدة خصوصا، رعاياها بعدم السفر الى الصين.

كذلك أعلنت شركة لوفتهانزا الالمانية للطيران الأربعاء عن التعليق الفوري لكافة رحلاتها من وإلى الصين، فيما سجلت أربع إصابات بفيروس كورونا المستجد في ولاية بافاريا الألمانية.

وستلغى الرحلات حتى 9 فبراير، لكن الشركات التابعة للمجموعة أي لوفتهانزا والخطوط الجوية الدولية السويسرية والخطوط النمساوية، “ستحلق إلى وجهاتها في الصين مرة أخيرة”، للسماح للركاب والطاقم بالعودة إلى ألمانيا وسويسرا والنمسا، وفق ما أوضحت المجموعة دون تحديد موعد لذلك. لكن رحلاتها إلى مطار هونغ كونغ لن تتوقف

كما أعلنت الخطوط الاندونيسية “ليون اير” التي تملك أكبر أسطول في جنوب شرق آسيا، وقف رحلاتها للصين.

وأعلنت شركة الطيران كاثاي باسفيك (هونغ كونغ) والاميركية يونايتد ايرلاينز والكندية “اير كندا”، نيتها تقليص رحلاتها للصين.

في الاثناء أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أنه سيدعو لجنة الطوارئ في المنظمة للانعقاد من جديد الخميس للتباحث بشأن فيروس كورونا المستجد الذي ظهر في الصين وتحديد ما إذا كان الوضع يستدعي إعلان حالة طوارئ دولية.

وكتب المدير العام تادروس أدناهوم غيبرييسوس في تغريدة “قررت أن أعقد اجتماعاً جديداً غداً للجنة الطوارئ المعنية باللوائح الصحية الدولية حول فيروس كورونا الجديد لأخذ رأيهم حول ما إذا كان الفيروس يشكل حالة طوارئ صحية ذات بعد دولي”.

وكانت اليابان والولايات المتحدة الأربعاء أول دولتين تباشران إعادة قسم من مواطنيهما العالقين في مدينة ووهان التي ظهر فيها المرض الجديد في ديسمبر 2019.

وعزلت السلطات الصينية منذ 23 يناير هذه المدينة ومقاطعة هوباي بكاملها تقريبا عن باقي الصين على أمل احتواء الوباء. ويشمل هذا الطوق الصحي 56 مليون نسمة وبضعة آلاف من الأجانب.

وحطت طائرة يابانية تنقل حوالى 200 مواطن ياباني من ووهان قبل الظهر في طوكيو. وقال تاكيو أوياما الموظف الياباني في شركة “نيبون ستيل” للتعدين لدى نزوله من الطائرة “إنني مرتاح جدا”.

وروى “لم يعد بوسعنا التنقل بحرية ولم نكن نحصل على المعلومات إلا بشكل مجتزأ (…) عدد الإصابات بدأ في وقت ما بالارتفاع سريعا، كان الأمر مفزعا”.

ولا تعتزم السلطات اليابانية، بسبب غياب تشريع، فرض حجر صحي على المواطنين العائدين، بل تطلب منهم فقط لزوم منازلهم لاسبوعين.

كذلك نقلت طائرة أميركية الاربعاء حوالى 200 شخص من ووهان وحطت في كاليفورنيا الأربعاء.

من جهتها، أعلنت باريس أن طائرة ستحط الخميس في ووهان لإعادة أول دفعة من الرعايا الفرنسيين “الجمعة على الأرجح”، وقالت وزيرة الصحة أنييس بوزين أن العائدين سيخضعون للحجر الصحي 14 يوما لدى عودتهم.

وذكرت المفوضية الأوروبية أن طائرة فرنسية ثانية ستقلع “لاحقا خلال الاسبوع”، وستتمكن الطائرتان معا من إعادة ما لا يقل عن 350 أوروبيا بينهم 250 فرنسيا من الصين.

وسترسل ايطاليا طائرة الخميس ولم يتضح عدد الاشخاص المعنيين بالاجلاء وما اذا كان القانون ينص على حجر صحي.

وأعلن في برلين عن اجلاء نحو 90 ألمانيا من ووهان “في الايام القادمة”. وسيخضع من يتم اجلاؤهم لاحقا للحجر الصحي لمدة 14 يوما، بحسب الحكومة.

وفي ووهان حيث منع سير السيارات غير الضروري، تبدو المدينة أقرب لمدينة أشباح. وقال أحد المارة القلائل في أحد شوارع المدينة “هذا أول يوم أخرج فيه من المنزل منذ بدء الحجر. لا خيار أمامي علي أن أشتري الطعام”.

وفي باقي أنحاء الصين حيث تم تمديد عطلة السنة الجديدة الى الثاني من فبراير، هجر معظم السكان الفزعين المتاجر ودور السينما والمطاعم. وأعلنت سلسلة ستار باك الاميركية غلق أكثر من نصف مقاهيها.

وعلى غرار عدة مسابقات رياضية أخرى (دراجات وكرة قدم وتنس) تم الغاء تصفيات كأس العالم للتزلج التي كانت مقررة في الصين في فبراير.

وما زاد المخاوف هو ظهور أول حالات العدوى المباشرة بالفيروس بين شخصين خارج الصين.

وكشفت اليابان الثلاثاء عن اصابة ستيني لم يزر أبدا الصين، في حين أعلنت المانيا عن أول حالة اصابة مباشرة على الاراضي الاوروبية.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء ارسال خبراء دوليين “في أقرب وقت مكن”، الى الصين بغرض تقاسم المعارف بشأن الفيروس والعمل على “رد عالمي” حياله.

وقال الرئيس الصيني شي جيبينغ “الوباء شيطان ولن نسمح للشيطان بالاختباء”.

لكن بعد ساعات، دعت الولايات المتحدة الصين إلى “المزيد من التعاون والشفافية”. وكان النظام الصيني اتهم في 2002 بإخفاء ظهور وباء سارس.

بموازاة ذلك، يعمل باحثون من معاهد الصحة الوطنية الأميركية على تطوير لقاح ضد الفيروس، لكنّ العمل عليه قد يستغرق عدة أشهر، فيما أعلن علماء في معهد دوهرتي في ملبورن بأستراليا التوصل إلى استنساخ الفيروس في المختبر، في مرحلة تعتبر أساسية لمكافحته.

وفيما تثير الأزمة مخاوف من الانعكاس على الاقتصاد العالمي، أرجأت شركة “آبل” الأميركية العملاقة للإلكترونيات إعادة فتح مصانعها في الصين، السوق الأساسية لمنتجاتها، إلى 10 فبراير.

المصدر: الدار ـ أ ف ب

زر الذهاب إلى الأعلى