مافيات التهريب تتسبب في ارتفاع أسعار الحطب بقرى الأطلس
الدار/ هيام بحراوي
ارتفعت أسعار حطب التدفئة، بمجموعة من القرى والمداشر، في الأطلس المتوسط ، ووصلت بحسب مصادر من الساكنة، لمستويات قياسية، تتراوح ما بين 120 درهم و130 درهم للقنطار الواحد حسب جودته.
وسبب هذا الإرتفاع، تضيف المصادر ذاتها، راجع إلى مافيات تهريب خشب أشجار الأرز، وإلى المضاربات التي تعرفها هذه المادة خلال فصل الشتاء، "القنطار الواحد لا يتجاوز في أحسن الأحوال 80 كيلو غراما، بعد تجزئته وتشظيته لقطع مناسبة لحجم أعواد التدفئة".
هذه الكمية تقول المصادر ذاتها، تستنفذ أحيانا في ثلاثة أيام، حسب عدد أفراد الأسرة و عدد غرف المنزل و طوارئه العائلية، و بذلك فإن الساكنة تنفق على أعواد التدفئة أضعاف ما تنفقه على المواد الغذائية.
وقال الناشط والفاعل الحقوقي، قاشا مولاي الكبير، أن السكان في قرى مثل بومية وإيتزر… يحرصون على توفير الحطب و التفريط أحيانا في الخبز، "ليلة واحدة دون مدفأة كفيلة بترتيب خسائر في الأرواح خصوصا الرضع و الأطفال الصغار، والمسنين ".
وأضاف المتحدث في تصريح لموقع "الدار" أن أعداد مهمة من الساكنة تعاني أمراضا كالربو و ضيق التنفس نتيجة استعمال الأسر لنشارة الخشب للتدفئة، حين تعوزها الموارد المالية الكفيلة بتوفير الحطب، هذه النشارة يضيف "كانت فيما مضى ترمى في الأراضي الخالية او تستعمل في حظائر البهائم، صارت الآن بديلا للأسر المعوزة و الفقيرة و مصدر دفء و اعتلال مرضي أيضا لحجم الدخان و الغبار الذي تحرره…"
ويأتي هذا الإرتفاع، بحسب المصدر ذاته، بسبب التحضيرات التي تواكب الاستعداد لموجات البرد القارس المصحوبة بالتساقطات الثلجية الكثيفة، والتساقطات المطرية التي تجبر الساكنة على الإنكماش الشتوي حول المدافئ، لاستهلاك ما جاد به جهد فصل الصيف و بضعة أيام من فصل الخريف بأجور تتراوح ما بين 40 درهم و 60 درهم في أحسن الحالات .
وكشف الناشط الحقوقي ، أنه فيما مضى كان سكان مركز بومية و ايتزر يحصلون على الأعواد بأثمنة تساوي نصف المبالغ المعلنة هذه السنة( أواخر الثمانينات مثلا كان ثمن القنطار لا يتجاوز 20 درهم)، بفضل الحطابين المجاورين للغابة و الذين يحملون على ظهور بهائمهم حصيلة يوم من البحث في الغابة عن أعواد يابسة أو أغصان مكسرة.
إلا أن بعض حراس الغابة المعروف عنهم التعامل مع تجار الخشب المهرب اهتدوا حسب قوله ، إلى حيل تقيهم المساءلة و المحاسبة بتحرير محاضر لهؤلاء الحطابين بكل الأشجار المفوتة لهؤلاء المهربين، الأمر الذي حكم على هذه الفئة بالانقراض و النزول لمراكز المدن لممارسة التسول أو حمل أمتعة المسافرين في المحطات الطرقية حسب تعبيره.