الدار/ رضا النهري:
ملك إسبانيا السابق، خوان كارلوس الأول، يبدو أن سوء الحظ يطارده حتى آخر رمق، وسوء الحظ هذا يفعل ذلك منذ زمن طويل، منذ أن كان الملك، وهو طفل، يلعب بمسدس حقيقي رفقة أخيه، فانطلقت رصاصة طائشة من المسدس وقتلت الأخ.
هذه الحكاية القديمة تذكّر بها ما عاناه ويعانيه خوان كارلوس منذ أن كان وليا للعهد، وبعد أن صار ملكا، وحتى اليوم، عندما تخلى عن العرش لفائدة ابنه فليبي السادس، ولا زالت لعنة “النحس” تطارده حتى اليوم.
ويتذكر الإسبان، والعالم أجمع، أن خوان كارلوس، وفي آخر أيام ملكه، ذهب في رحلة “سرية” للقنص في بوتسوانا بأدغال إفريقيا، وهناك اصطاد فيلا أو أكثر، واصطياد فيل هناك يكلف قرابة 200 ألف أورو، في وقت كانت إسبانيا تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، وكان من الممكن أن تمر رحلة الصيد تلك بسلام ولا يعلم بها أحد، لولا أن الملك سقط على وركه وأصيب بما يشبه الكسر، فكانت فضيحة بجلاجل، واضطر بعدها الملك إلى الاعتذار للإسبان، وبعدها ببضعة أشهر تنازل عن العرش.
وهذه الأيام، والملك أبعد ما يكون عن شؤون الحكم، تفجرت فضيحة أخرى، كان الملك السابق يعتقد أنها سرية جدا، تماما مثل رحلة بوتسوانا، وعلم الإسبان أن ملكهم السابق يحتفظ بحساب سري في أحد أبناك سويسرا، وأن الحساب السري تتم تغذيته باستمرار من جهات “غامضة”، وأن الحساب به ما لا يقل عن مائة مليون أورو.
وحتى العلاقات الغرامية للملك الراحل صارت تظهر تباعا إلى العلن، وأبرزها علاقته المثيرة والطويلة مع الدوقة الألمانية كورينا زوساين، التي جمعتها بالملك السابق أكثر من مجرد علاقة عاطفية، بل علاقة مالية تبادلا خلالها المصالح والأعمال أيضا.
البرلمان الإسباني، الذي كان نوابه يعتقدون أنهم لن يعودوا إلى سيرة خوان كارلوس، يجدون أنفسهم هذه الأيام في قلب جدل كبير، يقوده اليساريون والكتلانيون، الذين يريدون الكشف المزيد من الأسرار والحسابات المالية للملك السابق، بينما هذا الأخير لا يمكنه أن يقول في سره وعلانيته إلا ما تقوله الحكمة السائرة: يهب الله لنا زورقاً فيضع الشيطان له أشرعة.. !
