بعد فشله في إدارة أزمة فيروس كورونا.. خامنئي يتخفى وراء نظرية المؤامرة
في مسعى لحجب فشل نظام إيران في ادارة ازمة فيروس كورونا واخفاقها في احتوائه، يحاول المرشد الأعلى الإيراني إقناع الرأي العام المحلي الإيراني بنظرية المؤامرة.
وقال علي خامنئي في كلمة نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية تهمة للولايات المتحدة بأنها ضالعة في صناعة ونشر فيروس كورونا الذي أودى بحياة الآلاف وأصاب مئات الآلاف حول العالم.
وذهب أبعد من ذلك عندما تمسك بفرضية المؤامرة، زاعما أن الفيروس مصمم خصيصاً لإيران باستخدام البيانات الجينية للإيرانيين التي تم الحصول عليها من خلال وسائل مختلفة، دون أن يقدم أية أدلة على كلامه.
تأتي هذه التصريحات ردا على العرض الذي قدمته ادارة دونالد ترامب للسلطات الإيرانية بغرض مساعدتها في مكافحة فيروس كورونا بعد ارتفاع عدد الموتى في إيران وتزايد حالات الإصابة بالفيروس.
طبيب إيراني يقول إن الاصابات بفيروس كورونا في إيران ستصبح اكثر من الصين مركز تفشي الوباء
وتعقيبا على الرفض الإيراني، لام المبعوث الأميركي الخاص برايان هوك إيران على انفاقها المليارات على الإرهاب والحروب الخارجية، وتمنى لو أنها أنفقت العشر منها على نظام رعاية صحية أفضل، لكان الشعب الإيراني أفضل حالا.
ومنذ تفشي الفيروس تتعمد السلطات الايرانية التستر على انتشاره حتى أن وثائق مسربة في مواقع اخبارية ايرانية تكشف أن تحرك القطاعات الصحية كان متأخرا حتى بعد مرور الانتخابات البرلمانية
وفي وقت كان الخطاب الرسمي الإيراني يبعث رسائل الطمأنينة عبر أذرعه الاعلامية، كشفت صحيفة الغارديان، اعتمادا على صور الأقمار الصناعية أن إيران تحفر قبوراً جماعية وسط تفشي فيروس كورونا.
وبحسب رويترز، نقلا عن منظمة أطباء بلا حدود فإن حجم انتشار فيروس كورونا في إيران بات مقلق جداً، في ظل تنامي عدد الموتى والمصابين .
مدير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية بالشرق الأوسط يقول إن عدد المصابين بفيروس كورونا في إيران قد يكون خمسة أضعاف الرقم الرسمي المعلن
ويأتي غرق خامنئي في كأس المؤامرة وترويجه للخرافات أياما بعد تصريح وزير الصحة الإيراني السابق حسن قاضي زاده هاشمي، إنه حذر كبار المسؤولين الإيرانيين من مخاطر تفشي فيروس كورونا منذ ديسمبر الماضي.
وعلى ما يبدو فإن فرضية المؤامرة في إيران ساهم في إحيائها موقف المتحدث باسم الخارجية الصينية عندما تحدث عن حرب بيولوجية ادعى أن واشنطن تقف وراءها.
والظاهر أن طهران تسير على خطى بكين باصرارها على نظرية المؤامرة بغية استخدامها لتخفيف الانتقادات الموجهة للنظام بسبب انتشار الفيروس بشكل متسارع.
وبطريقة ما، قد يكون توجيه الاتهام لقوى خارجية مفيدا لنظام ما زالت تلاحقه العديد من الاخفاقات كان آخرها إسقاط طائرة أوكرانية راح ضحيتها 176 ضحية.
ولا شك أن تفاقم الوضع في إيران دفع المرشد خامنئي إلى المناورة من جديد بالاشارة إلى العدو المفترض وبأسلوب عاطفي أراد استمالة الجبهة الداخلية التي تعيش غليانا منذ اندلاع الاحتجاجات الأخيرة.
ويبدو أن المرشد الإيراني خامنئي ظل مهوسا بنظرية المؤامرة، إلى درجة أنه يرفض المساعدات الإنسانية فيما يلتهم فيروس كورونا يوميا أرواح الكثير من الإيرانيين.
المصدر: الدار ـ وكالات