الدار/ رضا النهري
في غمرة استئساد فيروس كورونا تجاهل الكثيرون الجدل الذي نشب من قبل بين الصين والولايات المتحدة الامريكية حول جنسية الفيروس، فالصينيون اتهموا العسكر الأمريكان بنقله الى ووهان الصينية، خلال تظاهرة رياضية عسكرية، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يتأخر كثيرا في الرد ووصف الوباء بالفيروس الصيني، وكانه يريد ان يضع له اسما يلازمه الى الأبد.
ربما أراد الرئيس الامريكي ان يبقى للفيروس لقب يمجده عبر التاريخ مثل الإنفلونزا الاسبانية في عشرينيات القرن الماضي، والتي قضت على ملايين البشر، لكن الصينيين يبدو انهم يخفون في جعلبتهم أسرارا توعدوا بالكشف عنها لاحقا، وربما لن يكشفوا عنها أبدا.
لكن يبدو ان فيروس كورونا يأبى ان يكون صينيا او أمريكيا، ولو قيض له ان يختار لاختار ان يكون متعدد الجنسيات، مثل الشركات العالمية الكبرى التي اجتاحت كل مكان.
في الأسابيع الماضية تراجعت الصين الى مراتب متأخرة نسبيا في ترتيب اجتياح الفيروس، وبدا ان ايطاليا هي مهد الفيروس، ونافستها إسبانيا بشدة في ذلك، قبل ان تقفز الولايات المتحدة الى الصدارة، ويبقى انها ستبقى طويلا في المقدمة.
قد يكون فيروس كورونا مجرد لقيط، ولا يحمل أية جنسية، وقد يكون مجرد انتعاش للفيروسات القديمة شبه الميتة التي تعود الى الحياة بفعل الاحتباس الحراري المتنامي، وقد يكون مؤامرة لن تنجلي تفاصيلها قريبا، وفي النهاية فمهما كانت جنسية هذا الفيروس فإنه يحمل حاليا “كارط بلانش” يعبر بها الحدود والمحيطات بسرعة البرق والبراق.
مهما طال مكوث الفيروس بيننا فإنه راحل لا محالة، بعد الكثير من التضحيات البشرية، وبعدها سيبقى الجدل طويلا جداً حول منشئه ومروجيه، وستكون هناك ما يشبه حربا باردة سيكيل فيها الجميع الاتهام للجميع، ومن الأكيد ان الكثير جداً من الأسئلة المصيرية حول فيروس كورونا ستظل معلقة الى الأبد.