أخبار الدار

مركز حقوقي يرفض التشهير بـ”مثلي مراكش” و”ماء العينين”

الدار/ عفراء علوي محمدي
 

دخل المركز المغربي لحقوق الإنسان على خط واقعة نشر صور مثلي جنسي يرتدي زيا نسائيا، تورط في حادثة سير بمدينة مراكش رأس السنة الجديدة، إذ استنكر بيان للمركز، توصل موقع "الدار" بنسخة منه، "نشر بطاقة المعني بالأمر الوطنية والمهنية" و"إهانة كرامته، بصرف النظر عن ميولاته الجنسية"، معتبرا أن "من شأن ذلك السلوك أن يشكل تحريضا غير مباشر للاعتداء عليه".

وأضاف البيان أنه "من المعيب أن يكون المشهرون بالمعني بالأمر عناصر أمنیة مكلفة بإنفاذ القانون"، مبرزا أن هؤلاء كانوا أول من يخرق القانون من خلال التقاط صوره ونشرها على نطاق واسع، ما أدى إلى إثارة لغط وجدال كبيرين.

وطالب المركز، في البيان المذكور، "بالتحقیق الفوري في مصدر الصور المتعلقة بذلك المواطن بمراكش، ومتابعة المتورطین طبقا للقانون".

هذا واستنكر المركز كذلك تداول صور البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، آمنة ماء العينين، بدون حجاب، وهي تتجول في شوارع باريس، معتبرا أن في تلك الصور "تطفلا على أسلوب البرلمانية في الحياة، ومسا بسمعتها واستقرارها الاجتماعي".

واعتبر المركز أن تداول صور الأفراد، على غرار ما جرى للمواطن بمراكش وللنائبة البرلمانية، "استھداف للحیاة الخاصة للناس"، داعيا إلى وجوب "احترام الحیاة الخاصة للمواطنین، والابتعاد عن تشويه سمعة الناس"، ومبرزا أن "التجاوزات التي يقوم بها بعض الأشخاص من ازدواجية أو إخلال بالنظام العام تبقى تحت طائلة القانون، ولا ينبغي تعريضهم لامتهان كرامتهم".

وفي هذا السياق، قال عبد الإله خضري، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، إننا "في المغرب نمر من وضعية عصيبة"، حيث أصبح مستخدموا مواقع التواصل الاجتماعي "يبحثون بشكل يومي عن الفضائح وينبشون في خصوصيات الناس ويخوضون في حياتهم الحميمية".

وأضاف خضري، في تصريح لموقع "الدار"، أنه بمثل هذه السلوكات "نسعى إلى اغتيال كل ما هو معنوي في ذات الإنسان، نتلذذ بالتشهير بالناس ولا نعير أي اهتمام بالقوانين الجاري بها العمل، خاصة القانون المتعلق بحماية الحياة الخاصة للمواطنين"، معتبرا أن التشهير بالناس "ضرب للأعراف وللقیم الإنسانیة السمحاء، وانشغال بخصوصیات الناس".

وعن من بات يعرف بـ"مثلي مراكش"، سجل المتحدث نفسه، أن "الميولات الجنسية للأفراد ليست من أن الآخرين، وإذا كان هذا الفرد قد تعدى حدوده، أو أخل بالنظام العام، فالقانون سيتخذ مجراه الطبيعي، ولا حاجة لنا إلى معاقبته من خلال التشهير به، فخصوصيات الناس خط أحمر".

وكانت صور البرلمانية الإسلامية ماء العينين و"مثلي مراكش" قد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، وبينما تجنب قلة قليلة تداول تلك الصور والخوض في تفاصيلها، وجدت شريحة كبرى من النشطاء ضالتها في مشاركتها على نطاق واسع، ما جعل بعض الهيئات الحقوقية تخرج عن صمتها لاستنكار مثل هذه السلوكات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

12 + تسعة =

زر الذهاب إلى الأعلى