الدار/ رضا النهري
في الوقت الذي يمني الكثيرون النفس بأن يغادر فيروس “كورونا” قريبا وينتهي الحجر الصحي، ولو جزئيا، إلا ان واقع الحال يشير الى ان هذا الحجر لن يبدأ في التفكك الجزئي قبل يونيو المقبل، وفي حالة واحدة، أن يثبت أن هذا الحجر أعطى مفعوله فعلا.
وتشير مختلف المعطيات إلى أن البلدان التي فرضت الحجر الصحي، وخصوصا في أوربا، حيث يتفشى الوباء أكثر، لن يتم رفع الحجر الصحي قبل يونيو المقبل، مع إمكانية بدء رفع القيود جزئيا نهاية هذا الشهر او بداية مايو المقبل، من خلال بعض المرونة المتعلقة بالحجر
وفي إسبانيا، التي تحتل المرتبة الثانية عالميا من حيث عدد الإصابات، والثالثة في عدد الوفيات، شهد البرلمان مساء الخميس مناقشات ساخنة تتعلق بالحجر الصحي، بعد ان قرر رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، تمديد الحجر الصحي رسميا الى غاية السادس والعشرين من ابريل، بعد ان كان مقررا الى غاية منتصف هذا الشهر.
وبدا لافتا ان سانشيز لم يتردد في التصريح بأنه من المرجح جداً ان يتم التمديد مرة أخرى، وقد يستمر تمديد الحجر طوال شهر مايو، مع إدخال تعديلات بسيطة حول قيود الحجر، بحيث سيسمح لمن تحت الستين من العمر بالخروج لمدد محددة، مع استمرار المنع الكلي من الخروج لذوي الأعمار المتقدمة او المصابين بأمراض مزمنة.
وشهدت مناقشات البرلمان الإسباني سجالات حادة بين الحكومة والمعارضة، استمرت اكثر من عشر ساعات، والتي تطرقت لما تسميه المعارضة “الأخطاء الفادحة للحكومة” في التعامل مع وباء “كورونا” والأزمة المستفحلة في المستشفيات، فيما رد رئيس الحكومة بقسوة على المعارضة واتهمها بانها تحاول أن “تتغذى على مآسي الإسبان في وقت كان يفترض أن يتوحد الجميع من أجل مواجهة الوباء”.