الدنمارك تكافئ ماليا بائعين متجولين بمراكش مكتشفي إرهابيي إمليل
الدار/ المحجوب داسع
حصل البائعان المتجولان اللذان أخبرا عناصر الشرطة المغربية بتواجد مرتكبي جريمة "شمهروش" بامليل، على متن حافلة في المحطة الطرقية بمراكش كانت متوجهة الى أكادير، على مكافاة مالية سلمها لهم صحفيي المواقع الاخباري الدنماركي "بي.تي".
وتقف وراء هذه المبادرة التكريمية للبائعين المتجولان بمدينة مراكش، مواطنة دنماركية تدعى " تينا فلينسبورج جينسين"، البالغة من العمر 48 عاما، التي تأثرت كثيرا بجريمة مصرع السائحتين الاسكندنافيتين، لتقرر منح مكافأة ردا للجميل، وتشجيعا على حد قولها، لمثل هذه المساعي والمبادرات.
وقالت السيدة الدنماركية في تصريح خصت به الموقع الاخباري "بي.تي" : لقد اطلعت على طريقة اكتشاف الإرهابيين في الحافلة من قبل بائعين متجولين، وكيف أخبرا الشرطة التي تدخلت لاعتقال المجرمين و الحيلولة دون ارتكابهما لجرائم أخرى" .
ووصفت ما قام به البائعان المتجولان بـ"البطولي"، مشيرة الى أن أحدهما ويدعى سعيد العصو، بائع قارورات المياه المعدنية، تصرف بشكل بطولي غير آبه بسلامته الجسدية، مضيفة : " أعتقد أنه في الدنمارك يمكننا التعبير عن امتناننا ومساعدتنا لهذين المواطنين".
بعد أسبوع من إطلاق هذه المبادرة التبرعية، وفقا لصحيفة " Dagbladet" النرويجية، والتي أسهم فيها 106 شخصا، تمكنت السيدة الدنماركية من جمع ما يعادل 19 ألف درهم مغربية، أي ما يعادل 380 يوماً من عمل البائع سعيد العصو. وهي المبادرة التي أسهمت فيها عائلة الضحية لويزا فيستيرجر جيسبيرسن.
والتقى صحفيو الموقع الاخباري "بي تي"، ببائع المياه المعدنية وعائلته بمدينة مراكش، في أعقاب الحادث المأساوي، حيث حكى لهم سعيد العصو، 37 عاماً، اكتشافه للإرهابيين الثلاثة مقترفي جريمة "شمهروش"، و تجشمه للصعاب في سبيل قوت عياله.
وبعد اللقاء الأول، التقى الصحافيون بسعيد من جديد قصد تسليم المال اليه، حيث التقوا معه بحديقة المنارة. وقال سعيد "أنا لا أطلب أي شيء مقابل ما قمت به. لقد أخبرت رجال الشرطة لأنني أردت أن أساعد وطني. أنا مغربي وأحب بلدي. وعندما اكتشفت الجريمة التي ارتكبها الارهابيين في حق السائحتين، احسست بالمرض، ولم يغمض لي جفن".
وأشار الموقع الاخباري الى أن سعيد سيكون قادراً بعد حصوله على هذه المكافاة المالية من القيام ببداية جديدة في حياته، واصلاح مسكنه المتهالك"، معبرا في حديثه للصحيفة عن سعادته بالمكافاة، وبالخدمة التي قدمها لبلده المغرب.