مبادرة وطنية مندمجة لفائدة الشباب المغربي بالمركز الاجتماعي والثقافي والرياضي بقصبة تادلة
يعد المركز الاجتماعي والثقافي والرياضي بقصبة تادلة (إقليم بني ملال)، أحد أكثر النماذج الأكيدة للمساهمة الكبيرة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لصالح تنمية وإدماج وتعلم الشباب.
وقد تم بناء هذا المركز، المشيد في قلب جماعة قصبة تادلة بمنطقة مولاي بوعزة آيت تالت بمبلغ إجمالي يقدر ب 3.5 مليون درهم منها 3.2 كمساهمة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في إطار برنامج مكافحة الإقصاء الاجتماعي بالمناطق الحضرية، على النحو الوارد في المرحلة الثانية من المبادرة، التي ترتكز على دعم إدماج الشباب والتماسك الاجتماعي وتحسين ظروف ونوعية حياة الساكنة.
علاوة على ذلك، يهدف برنامج مكافحة الاقصاء الاجتماعي في المناطق الحضرية إلى تعزيز الولوج إلى خدمات القرب والتجهيزات الحضرية الأساسية وتعزيز النسيج الاقتصادي المحلي ارتكازا على الأنشطة المدرة للدخل، من خلال تقوية حكامة الكفاءات المحلية عبر خدمات القرب والأنشطة الاجتماعية.
ذلك ما يجسده المركز الاجتماعي والثقافي والرياضي لقصبة تادلة، الذي يصل عدد المستفيدين منه الى 400 شاب بجماعة تادلة، الذين يشاركون بانتظام في الأنشطة الرياضية والتظاهرات الفنية والثقافية التي يشرف عليها المركز بشراكة مع المجلس البلدي لقصبة تادلة الذي يسهر على تدبير المؤسسة.
وبناء على فكرة أن بناء القدرات المحلية يتطلب تنمية الشباب وتطورهم الذاتي، فإن المركز يتوفر على قاعة سينمائية وأخرى فنية وفضاءات رياضية وقاعة متعددة الوظائف وأخرى للمعلومات.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح رئيس القسم الاجتماعي بعمالة بني ملال عبد الرحمن جابر أن اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية قامت بتشخيص ترابي لتلبية حاجيات الساكنة، من خلال وضع رهن إشارتهم عدة فضاءات مخصصة للأنشطة الرياضية والثقافية (الموسيقى والمسرح)، وفضاء للنساء والأطفال وآخر متعدد التخصصات لتنظيم المؤتمرات، والدورات التكوينية…
وقال إن الجماعة خصصت وعاء عقاريا لإقامة هذا المركز بميزانية تقدر ب3.5 مليون درهم للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمجلس الجماعي لقصبة تادلة، مشيرا إلى أنه سيتم تخصيص أوعية عقارية أخرى لإنشاء فضاءات مخصصة للرياضة.
وفي هذا السياق أبرز أن المركز الذي أعيد تأهيله يستقطب عددا كبيرا من الساكنة، مشيرا إلى أن العديد من الرياضيين الشباب الذين انضموا إلى المركز وجدوا مكانا لهم في المنتخب الوطني لكرة القدم تحت سن 16 عاما.
كما أبرز برنامج إدماج الرأسمال البشري للأجيال الشابة، مضيفا أن هذا المركز من شأنه تنمية مهارات الشباب في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والرياضية المختلفة.
من جهتها أوضحت رئيسة جمعية “سهام الخير” لمحاربة العنف ضد النساء بقصبة تادلة، سهام الياسميني، أن هذا المركز الاجتماعي الثقافي يشكل الفضاء الوحيد لتطوير المواهب، الى جانب دور الشباب. حيث تعقد بانتظام عدة أنشطة ثقافية وتوعوية وجلسات استماع للنساء ضحايا العنف.
وسلطت الضوء على جهود المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وإدارة المركز التي تبذل جهودا كبرى وتمنح تسهيلات للشباب بالإضافة إلى الاشراف على تطوير مؤهلاتهم من أجل الاندماج في الحياة العملية من خلال الأنشطة الاجتماعية والثقافية والرياضية.
ويعرف المركز أنشطة مكثفة حيث احتضن 16 نشاطا عام 2017 ، و66 نشاطا عام 2018 و69 نشاطا آخر في عام 2019.
ومن خلال برامجها الأربعة المتماسكة والمتكاملة ، تتوجه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى جميع الفئات الاجتماعية وعلى رأسها الأجيال الصاعدة وذلك من منطلق الإنصاف وتكافؤ الفرص، بهدف الحد من الفوارق الاجتماعية والترابية على المستوى الوطني ، كل ذلك في إطار مقاربة تشاركية مبنية على الحكامة وحسن التدبير.