صحة

أخصائي يكشف حقائق صادمة عن الإنفلونزا بالمغرب

حاورته/ عفراء علوي محمدي – تصوير: حسام أديب

أكد البروفيسور عبد العزيز باخطار، أخصائي أمراض الجهاز التنفسي، أن فيروس إنفلونزا الخنازير لا يشكل أية خطورة على نحو 90 في المائة من الأشخاص، باستثناء الذين يفتقدون المناعة اللازمة الذين لا يشكلون سوى 10 في المائة، وهم الأطفال دون سن الأربع سنوات، والأشخاص المسنين، والمصابين بالأوبئة والأمراض المزمنة، والنساء الحوامل.

وأوضح البروفيسور، في حوار حصري مع موقع "الدار"، أن مجموعة من الناس يصابون  بفيروس إنفلونزا الخنازير بالمغرب كل سنة، وتحديدا منذ ظهوره سنة 2009، "ولا تشكل الحالات التي تصاب بمضاعفات بسبب هذا الفيروس سوى نسبة 10 في المائة، ونادرا ما يؤدي هذا الفيروس إلى الوفاة" وفق قوله.

وأعراض هذا المرض لا تختلف كثيرا عن أعراض الزكام العادي، يقول باخطار، إلا أنها "تتطور عند الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، لتتحول إلى تعفنات تظهر على شكل مخاط في لون مختلف، مع استمرار الحمى والإحساس بالعياء" على حد تعبيره.

وللوقاية من هذا المرض، يقترح الأخصائي في أمراض الجهاز التنفسي "غسل اليدين بالماء والصابون، ووضع اليد أو المنديل على الفم والأنف عند السعال أو العطاس"، كما يشدد على "وجوب وضع المصاب بالفيروس لكمامة الطبية كي لا ينقل العدوى للآخرين"، مبرزا أن مثل هذه السلوكات البسيطة قد تحمي الناس من انتشار الأمراض المنقولة عن طريق الجهاز التنفسي بنسبة 50 في المائة على الأقل.

وفي ما يلي نص الحوار كاملا:

– بداية بروفيسور، ما هو مرض الإنفلونزا؟ وكيف تفسرون ظهوره بشكل مفاجئ في هذا الوقت بالضبط؟

هذا الفيروس ناتج عن دمج لثلاث فيروسات، فيروس يوجد عند الطيور وآخر عند الخنازير والفيروس الثالث لدى الإنسان، وسمي بذلك فيروس H1N1، وهو موجود منذ 2009، ويصاب به الأفراد سنويا، ومعروف بأنه يسبب الزكام الحاد، وعادة ما يمر هذا الزكام بسلام، إذ يكفي استعمال بعض الأدوية أو بعض الأعشاب ليشفى المريض منه، وأغلبية الناس الذين يصابون به وهم في صحة جيدا لا يعانون من أي مشكل، لكن الفيروس قد يشكل خطرا على الذين لا يملكون مناعة قوية، منهم المرأة الحامل والمسنين، والأطفال الذين يقل سنهم عن أربع سنوات، والمصابين بالأمراض المزمنة كالقصور الكلوي، والسكري، فهؤلاء إذا أصيبوا بالفيروس من الممكن أن يتسبب لهم في مضاعفات خطيرة.

– ألم يسبق لكم أن عاينتم حالات لمصابين بهذا المرض؟

طبعا الحالات كثيرة، كل سنة نعاين مجموعة من الحالات، وتمت لحدود الساعة معاينة 12 حالة مرضية هنا بمستشفيات الدار البيضاء، هذه السنة أيضا تعرف حالات كثيرة، لكنها كلها ليست خطيرة، وفي بعض المرات لا تستدعي من المريض ولوج المستشفى واللجوء للطبيب حتى،  لأن الأمر يتعلق فقط بزكام عادي.

– ما هي أعراض هذا المرض وممضاعفاته؟

هي أعراض الزكام العادي الذي قد يصاب به أي واحد فينا، سيلان في الأنف، وحمى، وصداع في الرأس، وإرهاق وعياء شديد، وبعد يومين أو ثلاثة أيام قد يصاب المريض بسعال مصحوب بمخاط، ولكن المرضى غالبا يشفون من الفيروس بنسبة 90 في المائة بعد مرور 3 أيام عن إصابتهم به، وفي بعض الحالات القليلة، تحدث بعض المضاعفات كحدوث تعفن في القصبة الرئوية، وهذا يمكن ملاحظته عند تغير لون المخاط واستمرار الحمى، في هذه الأثناء لابد للفرد أن يلتجإ للطبيب، ليقدم له المضادات الحيوية.

– كيف ينتشر هذا المرض وما هي سبل الوقاية منه؟

الوقاية بالنسبة للناس الذين يملكون مناعة ضعيفة، تتم من خلال التلقيح ضد الفيروس، وهذا التطعيم يتم لمرة واحدة في السنة، ويتغير كل سنة، ويتم تحديدا ما بين شهر شتنبر وشهر فبراير، يكون هذا التطعيم مرة كل سنة على شكل حقنة واحدة، وهذا يقيهم من الإصابة بالفيروس، أو من مضاعفاته القاتلة في حالة ما أصيبوا به، كذلك وجب على الإنسان ألا يعطس إلا بوضع يده على فهمه، حتى لا ينتقل الفيروس للآخرين، ويعمل على غسل يده بالماء والصابون، أو يضع الكمامة الطبية إذا علم بأنه مصاب، فلو كنا نلتزم بهذه الأمور، لن نصاب بالأمراض المعدية عن طريق التنفس إلى بنسبة 50 في المائة.

-في مجمل الكلام، أنتم تقرون بأن هذا الفيروس لا يشكل أي خطر على حياة الإنسان، إلا في بعض الحالات القليلة؟

تماما، لا يجب أي يكون هناك تخوف، لأن هذا الفيروس هو نفسه فيروس سنة 2009، وهذه الضجة القائمة الآن انبثقت بسبب وجود حالة وفاة واحدة، هذا ليس لأن الفيروس خطير لهذه الدرجة، بل لأن المستشفيات في المغرب تفتقر إلى الدواء اللازم، والذي لا يتوفر إلا في الرباط والدار البيضاء، وبالتالي فمن واجب جميع المستشفيات والمستعجلات أن تتوفر على الأدوية اللازمة المضادة للفيروس، لتكون في متناول الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، الذين يرتادون المراكز الصحية بشكل كبير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 × خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى