دول العالم ترفع قيودها “فجأة”.. هل انتهت جائحة كورونا؟
بدأت العديد من دول العالم بشكل متزامن بتخفيف القيود التي فرضتها للحد من انتشار فيروس كورونا. ما أثار تساؤلات حول السبب وراء هذه الإجراءات رغم أن الجائحة مستمرة ورغم عدم توفر لقاح أو علاج مخصص لوباء كوفيد-19.
وجاء رفع القيود بشكل تدريجي بعد أن كان الهدف منه تخفيف عدد الحالات لتكون الأنظمة الطبية في الدول قادرة على التعامل معها وهذا ما تم تحقيقه في كثير منها.
وساهمت إجراءات الإغلاق الذي فرض في بعض الدول بتقليل عدد المرضى الذين يحتاجون العناية المركزة ما ساهم في انخفاض الوفيات أيضا.
وجنب تسطيح المنحى الكثير من الدول السيناريو الإيطالي، حيث اضطرت الأطقم الصحية إلى المفاضلة بين المرضى عبر اتخاذ قرارات صعبة بشأن من يجب أن يحصلوا على العناية أولاً، بما في ذلك من سيحصل على جهاز للتنفس ضروري لمن يعانون من ضيق في التنفس.
بعد شهور من تفشي الفيروس، راكم الأطباء خبرات ومعارف حول كورونا، وأصبحت الدول جاهزة واكتسبت خبرة في التعامل مع الحالات الجديدة للمرض. وسهلت النتائج المشجعة لبعض الأدوية ضد كورونا مثل ريدسميفير في وقف تزايد الوفيات.
كما ساهمت الدارسات المختلفة حول جينوم فيروس كورونا في فهم طبيعته وكيفية مهاجمته لخلايا الجسم ما سهل عمل الأطباء حول العالم في التعامل مع الحالات الحرجة.
أصبح لدى الشعوب وعي بأهمية التباعد الاجتماعي وطريقة التعامل مع الآخرين مما يحد من انتشار المرض. ومع بدء دول مثل إسبانيا وفرنسا رفع القيود على بعض الأنشطة الاجتماعية، استمر المواطنون في احترام التباعد الاجتماعي.
وفي مدريد، حافظ السكان على إجراءات السلامة بعد استفادتهم من أول إجراء لتخفيف الإغلاق مع إعادة فتح أرصفة المقاهي والمطاعم والمساحات الخضراء.
وأعلن رئيس وزراء لوكسمبورغ أنّه سيُسمح أيضاً بإقامة الأفراح والأتراح في البلاد بشرط أن يضع المشاركون جميعاً كمّامات وأن يحافظوا على مسافة مترين على الأقلّ بينهم.
وأعلنت رابطة الدوري الإنكليزي أن الفرق أصبحت الآن قادرة على التدريب كمجموعة والقيام بتدخلات، مع تقليل أي احتكاك غير ضروري قدر الإمكان. كما كان الدوري الألماني أول العائدين حيث استكملت منافساته بقيود معينة وبدون حضور الجمهور.
وتجاوزت إيطاليا مرحلة جديدة من رفع القيود، مع إعادة فتح الصالات الرياضية وأحواض السباحة، بعد أسبوع من إعادة فتح المطاعم. وفتح الثلاثاء موقع بومبيي الأثري الذي يعد جزءاً من التراث العالمي والوجهة السياحية الرئيسية في منطقة نابولي.
وفي ايسلندا، سيكون بإمكان المراقص والحانات والقاعات الرياضية معاودة العمل الإثنين.
وبدأت الولايات المتحدة الأميركية باستئناف جزء من أنشطتها الاقتصادية، رغم أن بعض القيود لا تزال قائمة.
أعيد فتح قاعة المداولات في بورصة نيويورك، وعاد 80 سمسارا إلى قاعة المداولات في وول ستريت التي أغلقت في 23 مارس.
ويتعين على الموجودين في القاعة وضع الكمامات الواقية والخضوع لفحص الحرارة. وتم تثبيت فواصل زجاجية وأعطيت توجيهات للتقيّد بمسافات آمنة واتّباع مسارات محدّدة في القاعة وعدم ركوب وسائل النقل المشترك للحد من مخاطر العدوى.
تزايدت ضغوطات الأزمة الاقتصادية التي سببها الحجر، وأصبح من الضروري تجنب الأسوأ عبر فتح الاقتصادات بعد خسائر غير مسبوقة في جميع القطاعات.
وقال الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة زوراب بولوليكاشفيلي لصحيفة هاندلسبات إن السياحة الدولية بصدد الانخفاض 70 بالمئة هذا العام، ما يمثل أكبر تراجع للقطاع منذ بدء الاحتفاظ بسجلات في منتصف الخمسينات من القرن الماضي.
وسجلت معدلات البطالة في الولايات المتحدة معدلات قياسية لم تشهدها منذ تسعينات القرن الماضي. وتكبد قطاع الطيران خسائر فادخة لشركات عملاقة مثل لوفتهانزا التي كانت تخسر مليون دولار في كل ساعة خلال زمن الإغلاق.
تأتي إجراءات رفع الإغلاق التدريجي تزامنا مع دراسات تنصح بضرورة التعايش مع كورونا كما تم التعايش مع فيروسات مشابهة، ويرى خبراء أن طبيعة الفيروس تظهر أنه قد لايختفي أبدا.
وصف خبراء فيروس كورونا المستجد بأنه “متوطن” يقاوم بعناد جهود القضاء عليه، ورجح بعضهم بقاءه لعقود قادمة، منتشرا بين سكان العالم، حتى بعد اكتشاف لقاح مضاد له.
وينصح خبراء في علوم الأوبئة بضرورة تقبل حقيقة أن الفيروس ظهر ليبقى مثل باقي الفيروس، وأن جهود يجب أن تتركز حول كيفية التعايش معه حتى الحصول على لقاح ناجع.
المصدر: الدار ـ وكالات