انتفاضة «مينيابوليس» تتواصل والاضطرابات تجتاح مدنا أميركية جديدة
اجتاحت انتفاضة مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا، باقي المدن الأميركية، التي تفجرت على خلفية مقتل مواطن أسود على يد شرطي أبيض قبل يومين، حيث أفادت وسائل إعلام أميركية محلية بوفاة شخص، فضلا عن اعتقال 40 آخرين خلال الاحتجاجات بمدينة ديترويت بولاية ميشيغان.
كما احتشد مئات المتظاهرين في شارع يو ستريت أحد أهم الشوارع الحيوية بالعاصمة واشنطن، لإعلان رفضهم وإدانتهم الحادث، وتوجه المحتجون في مسيرة صوب البيت الأبيض وسط تدابير أمنية مشددة، حيث انتشرت أعداد كبيرة من أفراد الشرطة بمحيط المكان، وسرعان ما وقعت مصادمات بين الشرطة والمتظاهرين الذين أقدم بعضهم على حرق الأعلام الأميركية، وحاول عناصر الأمن منعهم من الوصول إلى البيت الأبيض.
وفي نيويورك تجمع آلاف المحتجين عند مركز باركليز، وألقت الشرطة القبض على عشرات منهم في مظاهرة ضخمة شهدتها منطقة بروكلين، في حين تم إغلاق طريق سريع في دنفر، بينما في لويزفيل بولاية كنتاكي دارت اشتباكات في الوقت الذي كان عدد من السكان يطالبون بالعدالة لبريونا تايلور، وهي امرأة سوداء قتلتها الشرطة داخل شقتها في مارس الماضي.
وأفادت شبكة «سي إن إن» الأميركية، اليوم السبت، بإغلاق أبواب البيت الأبيض مع وصول مظاهرات احتجاجية ضد قتل شرطي للأميركي الأسود جورج فلويد، إلى محيطه، وقالت الشبكة الأميركية: «ومع وصول المتظاهرين إلى شارع بنسلفانيا – لافاييت بارك تم إغلاق البيت الأبيض»، وأضافت: «جرى إغلاق أبواب غرفة الإحاطة الصحفية في البيت الأبيض، حيث تم إغلاق مكاتب الصحفيين. كما رفض ضباط الخدمة السرية السماح لأحد بالخروج».
وكان مراسلون صحفيون يوجدون في المدخل المخصص للصحفيين، لكن تم إعادتهم إلى غرفة الإحاطة الصحفية بالبيت الأبيض، وتواصلت «سي إن إن» مع الخدمة السرية للحصول على تعليق في هذا الشأن.
وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن وحدات الحرس الوطني والشرطة انسحبت من وسط مدينة مينيابوليس ولا أثر لها هناك رغم دخول حظر التجول المعلن سابقا حيز التنفيذ، حيث نشر الحرس الوطني الأميركي 500 من عناصره، أمس الجمعة، في مدينة مينيابوليس لإعادة الهدوء بعد ليلة ثالثة من الاضطرابات إثر مقتل مواطن أسود لدى توقيفه من قبل الشرطة، على ما أفاد بيان عسكري.
وأظهرت الصور والمقاطع الفيديو محتجين يضرمون النيران في مقر الشرطة الرئيسي في المدينة، بينما يطاردون سيارات شرطة وهي تغادر المكان، كما انتشرت أعمال سلب ونهب لعدد من المحال، وسط عجز حكومي في السيطرة على الوضع.
ودعا المرشح الديمقراطي المحتمل لانتخابات الرئاسة جو بايدن إلى تطبيق العدالة وإلى قيادة حقيقية للولايات المتحدة، متهما الرئيس دونالد ترامب بالتشجيع على العنف بعد تهديده باستخدام القوة العسكرية لإنهاء أعمال شغب في مدينة مينيابوليس، مضيفًا أن غضب الأميركيين السود وإحباطهم وإنهاكهم «لا يُنكر»، وأن البلاد تحتاج إلى مواجهة «جرحها العميق المفتوح» المتعلق بالعنصرية، مشيرًا إلى أن «هذا ليس وقت التغريدات الملتهبة، إنه ليس وقت التشجيع على العنف»، ورأى بايدن أن هذه «أزمة وطنية»، ونحتاج إلى «قيادة حقيقية في الوقت الحاضر، قيادة تأتي بالجميع إلى المائدة ليكون بإمكاننا اتخاذ إجراءات لاجتثاث العنصرية المنظمة».
طالبت عائلة جورج فلويد الذي قتل على يد ضابط الشرطة ديريك شوفين بطريقة مستفزة في بيان لها بتوجيه «تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار» لشوفين، و«نريد أن نرى اعتقال عناصر الشرطة الآخرين المتورطين في القضية»، وأظهر المقطع المصور للشرطي ديريك شوفين وهو يضع ساقه فوق عنق فلويد المطروح أرضا وهو يقول له: «لا أستطيع التنفس، لا أستطيع التنفس، لا تقتلني».
وقال المدعي مايك فريمان إن «عنصر الشرطة السابق ديريك شوفين وجهت إليه تهمة القتل غير المتعمد من قبل مكتب مدعي منطقة هينبين» في إطار قضية جورج فلويد، لكن هذا الإجراء جاء «متأخرا» بحسب عائلة فلويد التي اعتبرت أيضا أنه غير كاف.
المصدر: الدار ـ أ ف ب