الاتحاد الأوروبي يصادق على صفقة استحواذ “ألستوم” الفرنسية على “بومباردييه ترانسبور” الكندية
صادقت المفوضية الأوروبية على صفقة استحواذ “ألستوم” الفرنسية على “بومباردييه ترانسبور” الكندية لصناعة القطارات، بعد عام ونصف من نقضها صفقة اندماج بين الشركة الفرنسية ومجموعة “سيمنز” الألمانية.
وكانت بروكسل رفضت صفقة اندماج “ألستوم” و”سيمنز” ما أثار غضب باريس وبرلين، قبل أن تعطي موافقة مشروطة على المضي قدما في صفقة استحواذ شركة المواصلات الفرنسية العملاقة على الشركة الكندية.
وسيتعين على “ألستوم” التخلي عن بعض من منشآتها، إلا أن ذلك لن يحول دون قيام عملاق مواصلات قادر على منافسة مجموعة “سي ار ار سي” الصينية الرائدة عالميا.
وقالت المفوضة الأوروبية لمسائل المنافسة مارغريتي فيستاغر “سينشأ كيان أقوى من اندماج ألستوم وبومباردييه”.
وتابعت “بفضل الحلول الشاملة التي طرحت لطمأنة المخاوف المتعلقة بالمنافسة… تمكّنت المفوضية من القيام بمراجعة سريعة والمصادقة على هذه الصفقة”.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة “ألستوم” أنري بوبار لافارج أبدى في وقت سابق من النهار ثقته بأن القرار سيصب هذه المرة في صالح الصفقة.
وأكد أن “الحوار مع بروكسل كان سلسا للغاية، وسريعا للغاية منذ أن أعلنا الصفقة مع بومباردييه في فبراير، وبعد خمسة أشهر صدر القرار”.
وتابع بابار لافارج “أعتقد أنه تم إرساء (أجواء) الثقة في الحوار. هل هي تداعيات صعوبات الملف السابق؟ لا أعرف”، في إشارة إلى رفض صفقة اندماج شركته مع “سيمنز”.
وبهدف طمأنة مخاوف فيستاغر في ما يتعلّق بمكافحة الاحتكار، قدّمت “ألستوم” تعهّدا ببيع بعض من أصولها، بما في ذلك مصنع في ريشوفن في منطقة ألزاس الفرنسية يبلغ عدد العاملين فيه 780 موظفا.
وقبل تعهّداتها الأخيرة كان من المتوقّع أن يبلغ إجمالي الإيرادات السنوية للمجموعة 15,5 مليار يورو وأن يبلغ عدد موظفيها 76 ألفا.
– كيانات “محظية” –
وكان بإمكان المفوضية إطلاق تحقيق موسّع لمدّة نحو أربعة أشهر لو تبيّن لها أن الاندماج من شأنه أن يضر بالمنافسة.
وكانت ألستوم أبلغت بروكسل أواسط يونيو بخطة للاستحواذ على “بومباردييه ترانسبور” مقابل ستة مليارات يورو على أن تنجز الصفقة في النصف الأول من العام 2021.
وهناك شبه احتكار من قبل المجموعتين لسكك الحديد في فرنسا حيث تعملان معا بانتظام على غرار في مشاريع مترو باريس وشبكة النقل السريع في المنطقة الباريسية.
وكان قد أشير إلى مخاطر المنافسة الصينية في تعليل خطة استحواذ “سيمنز” على “ألستوم” التي نقضتها المفوضية في فبراير 2019.
لكن بروكسل تخشى قيام كيان يهيمن على السكك الحديد والقطارات الفائقة السرعة في أوروبا.
وكانت فيستاغر اعتبرت أنه يجب على الاتحاد الأوروبي ألا يساهم في قيام كيانات صناعية “محظية” على أراضيه، بل عليه أن يدع المنافسة تقود إلى الابتكار.
وألستوم أقل تعاونا في المشاريع مع “بومباردييه” منه مع المجموعة الألمانية، وهو ما سهّل المصادقة على الصفقة.
وشركة “بومباردييه ترانسبور” التابعة لمجموعة “بومباردييه” مقرها برلين وتتولى إدارة أكبر مصنع للسكك الحديد في فرنسا. ويعمل في المصنع الواقع في كريسبان في شمال البلاد ألفا موظف.
في المقابل، تشغّل “ألستوم” منشآت أصغر حجما. والعام الماضي، قبل بدء أزمة تفشي فيروس كورونا، بلغت قيمة سجل طلبياتها 40,9 مليار يورو.