أخبار الدار

لوديي يبرز التحديات الأمنية بالمتوسط وضرورة التعاون مع حلف شمال الأطلسي

أكد عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن التحديات الأمنية الكبيرة بالمتوسط تستوجب تعزيز تعاون حلف شمال الأطلسي مع الضفة الجنوبية، التي لا يجب اعتبارها فقط كمصدر للتهديدات، ولكن أيضا كمصدر للتطور والتقدم الاقتصادي.

وأعرب لوديي، في كلمة خلال الجلسة الختامية لندوة حول موضوع "25 سنة من التعاون بين المغرب وحلف شمال الأطلسي في إطار التعاون المتوسطي.. الحصيلة وآفاق المستقبل"، عن ثقته بأن الاستقرار بفضاء المتوسط لا يتجزأ، وبأن أمن شمال البحر الأبيض المتوسط يرتبط بشكل وثيق بأمن الضفة الجنوبية.

وأضاف أن التحديات الأمنية التي تواجهها المنطقة تستوجب تعميق آفاق التعاون في إطار الحوار المتوسطي، مؤكدا أن هذا الحوار، الذي يعد آلية متطورة ومرنة، يمكنه التكيف مع التطورات المترتبة عن الحقائق الأمنية في منطقة المتوسط وذلك بهدف الاستجابة للتوقعات بشكل أفضل.

كما دعا لوديي إلى "التفكير معا" في السبل والوسائل الكفيلة بتحقيق التزام للناتو بشكل أفضل نحو الجنوب، مع الوضع في عين الاعتبار بأن "تجديد دينامية الحوار المتوسطي يمر عبر تكييف الوسائل المتخذة مع النتائج المرصودة، وذلك عبر تكثيف الحوار السياسي والتعاون ولاسيما في المجال العملياتي وتعزيز القدرات.

وقال أن "التحالف يعتبر المغرب محاورا موثوقا، وفاعلا نشيطا وشريكا موثوقا، لطالما دعم الحوار المتوسطي ودعا إلى تعزيزه، باعتباره آلية للتعاون قادرة على المساهمة بشكل ملحوظ في في تعزيز الجهود المبذولة من أجل جعل البحر الأبيض المتوسط فضاء للسلام والأمن والرخاء المشترك".

من جهة أخرى، أبرز الوزير ضرورة تطوير التعاون وتعزيز القدرات في مجال الأمن الرقمي، بالنظر الى تعاظم التهديدات الرقمية داعيا الى نوع من اليقظة المشتركة الدائمة واعتماد اجابات جماعية ومنسقة على التهديد الارهابي الذي يواصل تشكيل تحد كبير بالنسبة للأمن الجماعي.

وبخصوص التعاون بين المغرب والحلف الأطلسي، أكد الوزير أن هذا التعاون لا يفتأ يتطور ويتخذ شكلا متنوعا منذ 1995 واصفا الشراكة المغربية الأطلسية بـ "الديناميكية" والتي عرف الطرفان كيف يوطدانها تدريجيا في إطار روح من الحوار والتفاهم المتبادل.

وسجل أن الطريق التي تم قطعها على مدى هذه السنوات والتقدم المسجل يعكس صواب المقاربة البراغماتية المعتمدة، والتي تمتاز بالمرونة والنجاعة الضرورية للتوفيق بين مراكز الاهتمام الوطنية والأهداف المشتركة مبرزا أن هذه الدينامية تكرس الإرادة الثابتة للمملكة في الذهاب قدما نحو تعزيز الروابط الثنائية للتعاون مع حلف الأطلسي.

كما شدد لوديي على الالتزام القوي للمملكة، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ببذل الجهود الضرورية لمكافحة الارهاب والجريمة المنظمة والاتجار غير المشروع بمختلف أنواعه والمساهمة في تدبير أزمة الهجرة بمختلف أشكالها.

ومن جهته، أعرب مساعد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، المكلف بالشؤون السياسية وسياسة الأمن، أليخاندرو ألفاركونزاليس، عن ارتياحه لـ "الحصيلة الإيجابية والتبادل المباشر والصريح" لوجهات النظر خلال هذه الندوة مؤكدا ضرورة التنسيق المشترك لمقاربة تعاونية للأمن من أجل مواجهة مختلف الرهانات والتحديات الأمنية.

وذكر المسؤول الأطلسي بأهمية الحوار المتوسطي بوصفه إطارا هاما لرفع مجمل التحديات المشتركة في منطقة يتعاظم فيها الاعتماد المتبادل في المجال الأمني أكثر من أي وقت مضى.

وتميزت هذه الندوة، التي تحتفي بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لإطلاق الحوار المتوسطي بين المغرب ومنظمة حلف شمال الأطلسي، بمشاركة شخصيات بارزة من الهيئات الدبلوماسية والسياسية والعسكرية، فضلا عن باحثين وممثلي المجتمع المدني.

المصدر: الدار – وم ع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة + ستة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى