عبادي يبرز دور أمير المؤمنين في بلورة وتصدير نموذج ديني قائم على السماحة والاعتدال
الدار/ خاص
أشاد الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، بالدور المحوري الذي تقوم به المملكة المغربية بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في مجال بلورة وتصدير نموذج للسلام الديني القائم على مبادئ السماحة والاعتدال في الإسلام بما يتلاءم مع توجيهات وتوصيات أمير المؤمنين، وتم تسطيره في إطار التجربة المغربية المتميزة، منذ انطلاق ورش إصلاح الحقل الديني عبر إنشاء وإرساء مؤسسات وبُنى ترسخ لهذا النهج.
ودعا الدكتور عبادي، في كلمة ألقاها خلال ندوة افتراضية نظمتها بالأمم المتحدة وزارة الخارجية الأمريكية (15–16–17 شتنبر الجاري)، الى بناء استراتيجيات جديدة ومتجددة يكون محورها بناء قدرات الشباب والنساء بشكل يملأ الفراغات التي يعيشونها، ويعزز ملكة التفكير النقدي لديهم لكي يحصل لهم التمنيع المطلوب ضد خطابات الكراهية والإقصاء، مشيرا في ذات السياق، إلى أن الأمر يحتاج إلى تجنب المقاربات الفوقية، واستبدالها بمقاربات تشاركية تلهم وتشجع الشباب على استبطان القيم النبيلة في مجتمعاتهم.
كما أكد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، خلال الورشة المخصصة للمنطقة المغاربية وغرب إفريقيا والساحل، على أن العالم بحاجة إلى مواكبة الخصوصيات والتطلعات للأجيال الناشئة، من أجل بناء وتعزيز السلم الثقافي والحضاري والديني وقيم التعايش”، مشددا على أهمية مراعاة الخصوصيات والتطلعات الجديدة للأجيال الناشئة من أجل التمكن من بناء مجتمعات تسود فيها قيم الاحترام والتضامن والسلم الثقافي والحضاري والديني.
وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور أحمد عبادي أن مفتاح النجاح في هذه العملية يكمن في حسن التواصل مع مختلف أجيال ومكونات المجتمع من أجل تمنيع مختلف الفئات ضد التطرف والانحراف والسلوكيات الخطرة، وذلك عبر خطط وبرامج وظيفية وفعالة وملهمة.
وأكدت الرابطة المحمدية للعلماء، اليوم الجمعة، في بلاغ لها، أن هذه الندوة الافتراضية خصصت لمناقشة مواضيع “التعليم، التعافي، الاحترام، والاندماج” من عدة زوايا، بهدف تعزيز وترسيخ قيم الاحترام والتنوع الديني والعرقي والتصدي للأفكار والخطابات التي تحاول تبرير العنف والكراهية.
وأشار ذات البلاغ الى أنه بإشراف من السفير الأمريكي المتجول للحريات الدينية، السيد سامويل براونباك، ومشاركة رئيس الوزراء الأسبق للمملكة المتحدة السيد توني بلير، ومساهمة خبراء ومسؤولين رفيعي المستوى من عدة دول، عرف هذا اللقاء نقاشا مستفيضا ومثمرا في أربع جلسات تدارست سبل وآليات جعل التعليم والتعليم الديني والإعلام والتكنولوجيا ركائز أساسية قمينة بتحقيق مزيد من السلام الديني والتنوع والاندماج بين جميع مكونات المجتمعات.
وتمخضت عن هذه الندوة الافتراضية جملة من التوصيات تعكس التزام المشاركين بمجموعة من التدابير أهمها : العمل على جعل التعليم وسيلة أساسية لتعزيز قيم الحرية الدينية والتسامح والاحترام والتعددية، دعم الجهود المبذولة لتوفير الفرص المتوازنة والبانية للجميع في إطار دساتير وقوانين مجتمعاتهم، دعم التعليم القائم على التعاون والتعاضد، والذي يقوي الشباب والمجتمعات ويوفر دعمًا مهما وطويل الأمد لمواجهة ومنع التطرف العنيف الذي غالبا ما يُمارس باستغلال النوع، أو العرق، أو الاختلافات الدينية والثقافية.