حول الفقيه المغتصب: كفى من تغطية الشمس بالغربال..!
الدار/ رضا النهري
لم تكد روح الطفل البريء عدنان بوشوف تغادر هذا العالم الفاني جراء جريمة قتل دنيئة وغادرة، حتى قفزت إلى الواجهة جريمة أخرى، رغم عدم سفك الدماء فيها، لكن سُفكت فيها كرامة وعفة فتيات في عمر الزهور، من قبل فقيه كان يفترض أن يعلمهن القرآن.
وإلى حد الآن، ورغم اعتراف فقيه مسجد “الزميج” أمام الوكيل العام بكل ما اقترفه، فإنه لا يزال هناك جزء من المجتمع يرفض هذه الاتهامات ويصر على براءة الفقيه، في عناد عجيب يشبه محاولة تبرئة ذئب لا يزال صوف الغنم بين أنيابه.
محاولات التبرئة هذه تجد جذورها في تلك الصورة النمطية التي تشكلت لدى الناس حول فقيه الجامع، سواء كان إمام مسجد أو معلم صبيان، كونها صورة مثالية لا يأتيها الباطل من خلفها ولا من أمامها، رغم أن هذه الصورة تلطخت أكثر من مرة، ومع ذلك لا يزال الكثيرون يصرون على نقائها المطلق.
ومن الأكيد أن ما يقدم عليه بعض فقهاء المساجد هو استثناء على العموم ولا ينبغي شيطنة الجميع، إلا أن الوضع بات يشكل خطرا حقيقيا، حيث تصاعدت هذه الحوادث بشكل مقلق في السنوات الأخيرة، إلى درجة أن صورة الفقيه معلم الأطفال صارت تتدحرج أكثر نحو السلبية شبه المطلقة في أذهان الناس.
أما بعض الذين لا يميلون نحو تبرئة الفقيه، فإنهم وجدوا طريقة أخرى للاحتجاج، حين يقولون إن الذين يتهمون الفقيه بممارساته الإجرامية، إنما يستهدفون دور القرآن، وهدفهم إغلاقها بحجة ما يجري فيها من رذيلة، بينما كان على أصحاب هذا القول أن يعتمدوا العكس تماما، وهي أن من يحاولون إغلاق دور القرآن هم الذين يستعملونها من أجل اغتصاب الفتيات القاصرات بدعوى تحفيظهن كلام الله.
في ظل هذا الوضع المقلق، صارا لزاما على كل الجهات المسؤولة والهيآت المدنية والجمعيات النشيطة في البلاد أن تفكر بجدية في طبيعة هذا النوع من التعليم، الذي صار ينتج من الضحايا والمنحرفين أكثر مما ينتج من حفظة كتاب الله، وكفانا تغطية للشمس بالغربال.. فقد وصل السيل الزبي.