ما التحديات التي تواجه بايدن على مستوى الداخل الأمريكي؟
تنتظر الرئيس الأمريكي المنتخب الجديد جو بايدن عدة تحديات أولها تهدئة الخلافات بين المواطنين جراء الانقسامات التي خلفتها عهدة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب. كما أن محاربة جائحة كورونا ستحظى بالأولوية في برنامجه نظرا لما تسببت فيه من خسائر بشرية واقتصادية. وكان بايدن قد مهد الطريق لحل قضايا العنصرية والهجرة بتعيينه كامالا هاريس نائبة له، أول امرأة تعين بهذا المنصب في تاريخ البلاد، وهي ابنة لأم هندية وأب ينحدر من جامايكا.
يواجه الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن تحديات كثيرة على مستوى الداخل. وقال بايدن في أول كلمة له عقب الإعلان عن فوزه في الانتخابات، إن “الوقت حان لتضميد جراح البلاد” التي تشهد انقساما عميقا.
وفاز بايدن بأصوات كبار الناخبين العشرين لولاية بنسلفانيا ليرتفع عدد الأصوات التي جمعها لأكثر من 270 اللازمة للفوز، منهيا بذلك أربعة أيام من الإثارة الشديدة، ولينطلق أنصاره في احتفالات صاخبة بالمدن الكبرى.
وقال بايدن أمام أنصاره في خطاب النصر في مرآب للسيارات في مسقط رأسه ويلمنغتون في ولاية ديلاوير “لقد تحدث شعب هذه الأمة. منحونا نصرا واضحا ومقنعا”.
مواجهة فيروس كورونا
وتعهد بايدن بأنه سيسعى كرئيس للولايات المتحدة إلى توحيد البلاد و”حشد القوى” لمواجهة وباء كوفيد-19، وإعادة بناء الازدهار الاقتصادي وتأمين الرعاية الصحية للأسر الأمريكية واجتثاث العنصرية المنهجية من جذورها.
وأعلن بايدن أنه سيشكل اعتبارا من الاثنين خلية أزمة خاصة بفيروس كورونا المستجد، تضم علماء وخبراء، لمواجهة التحدي الأبرز الذي ستجد إدارته نفسها أمامه منذ اليوم الأول لولايته.
وقال “سأشكل الاثنين خلية تضم علماء وخبراء” من أجل العمل على “خطة تدخل حيز التنفيذ اعتبارا من 20 يناير 2021”.
وكان بايدن قد وضع خطة تقضي بإعداد استراتيجية وطنية “للمضي قدما” في محاربة جائحة كوفيد-19، من خلال سن قانون رئيسي في الكونغرس لتمويل حملة اختبار وطنية “ستكون نتائجها متاحة على الفور”، وصناعة منتجات ومعدات طبية في الولايات المتحدة وجعل وضع الكمامات إجباريا في المباني الفدرالية وفي وسائل النقل المشترك بين الولايات، وتوفير لقاح مجاني “للجميع” في المستقبل.
وتسجل الولايات المتحدة منذ بضعة أيام فورة في أعداد الإصابات الجديدة بالفيروس. وقد بلغت الحصيلة الوبائية اليومية الجمعة أكثر من 127 ألف إصابة جديدة. وأدت الجائحة إلى وفاة نحو 235 ألف أمريكي.
وبايدن الذي يتهم ترامب بتقويض سلطة خبراء الصحة في البلاد، وعد خلال الحملة الانتخابية بأخذ النصيحة من كبير الأطباء أنطوني فاوتشي الذي يحظى باحترام كبير في خلية أزمة البيت الأبيض الخاصة بفيروس كورونا. كما وعد بإلغاء مفاعيل القرار الذي اتخذه ترامب في يوليوز وأمر بموجبه بانسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية.
مصالحة الأمريكيين فيما بينهم
ودون أن يوجه كلامه إلى غريمه الجمهوري، تحدث بايدن مباشرة إلى 70 مليون أمريكي أدلوا بأصواتهم لدعم ترامب، والذين خرج بعضهم إلى الشوارع أمس السبت للتظاهر احتجاجا على النتائج.
وقال بايدن “لكل من أدلوا بصوتهم للرئيس ترامب، أتفهم مشاعرالإحباط لديكم الليلة. لقد تعرضت أنا بنفسي للخسارة مرتين. لكن الآن، ليمنح كل منا الفرصة للآخر. حان الوقت لأن ننحي النبرة العنيفة في الخطاب جانبا، ونهدئ الوضع ويرى بعضنا بعضا مرة أخرى ويستمع كل منا إلى الآخر مجددا”، وتابع “حان الوقت لمداواة أمريكا”.
المساواة بين المواطنين الأمريكيين
وقدم شكره إلى من أدلوا بأصواتهم له من ذوي الأصول الأفريقية. وقال إنه حتى وفي أحلك الظروف التي مرت بها حملته كان الأفارقة الأمريكيون يدعمونه، وأضاف “كانوا دائما ما يقفون لدعمي، وأنا سأقف لدعمكم”.
وتحدث بايدن بعد كلمة ألقتها السناتور كاملا هاريس التي ستصبح أول امرأة وأول أمريكية من أصل آسيوي تتولى منصب نائب الرئيس ثاني أعلى منصب في البلاد.
وقالت هاريس “يا لها من شهادة لشخصية جو، لأنه تجرأ وكسر أحد أكبر الحواجز في بلادنا واختار امرأة لتكون نائبة الرئيس”.
المصدر: الدار- وم ع