خبير يكشف أسباب صمود قطاع السيارات بالمغرب أمام “كورونا”
الدار / ترجمات
بسط الخبير الفرنسي في مجال الاقتصاد، هنري لويس فيدي في مقال بمركز “السياسات من أجل الجنوب الجديد”، الأسباب التي مكنت صناعة السيارات بالمغرب من تحقيق مكاسب أقوى رغم تداعيات وباء كورونا المستجد.
في مقال بعنوان “السيارات: قطاع مغربي استراتيجي، رائد للقطاع في إفريقيا”، أكد الخبير الفرنسي، أن “حجم مبيعات القطاع بلغ 72 مليار درهم في 2018 ، فيما بلغ معدل الاندماج المحلي 60٪ والوظائف المستحدثة 116 ألف خلال الفترة مابين 2014 و2018.
وأوضح هنري لويس فيدي، أن المغرب أضحى أيضًا القطب الرائد لتصنيع السيارات في القارة الافريقية”، مشيرًا إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بالتجميع و/أو بناء السيارات، ولكن بفضل الأنظمة البيئية التي تم تطويرها من الشركات المصنعة، أو الموردين المحليين والأجانب.
وأبرز أن “النتائج التي هي “جزء من استمرارية سياسة استباقية مسنودة بأعلى سلطة في الدولة”، والتي مكنت من وضع استراتيجيات قوية لتعزيز نمو القطاع في المملكة، ابتداء من سنة2014، التي عرفت إنشاء مصنع PSA في القنيطرة، بسعة 200000 مركبة و 200000 محرك في عام 2023، كما عرفت هذه الفترة، أيضًا إنشاء مصنعي وموردي المعدات المشهورين في شمال المملكة.
يلاحظ أستاذ الاقتصاد أنه خلال هذه الفترة، شهدت الصناعة في جنوب إفريقيا ركودًا بينما تراجعت في مصر ، مما سمح للمغرب بأخذ زمام المبادرة وعلاوة على ذلك، ومع تنوع الاستراتيجيات التي طورتها الشركات الموجودة في المملكة، كان معظم الإنتاج مخصصًا للتصدير إلى الدول الأوروبية.
وأبرز أنه مع وصول الإنتاج المؤكد في عام 2023 إلى طاقة إنتاجية لا تقل عن 700000 وحدة ، والقدرة على تجاوزها بشكل كبير إذا تحقق الاتفاق مع BYD الصينية، سيصل المغرب إلى مرحلة قوية من المرونة”، معززة بمجموعة متنوعة من الاستراتيجيات التي يمكن أن تقدمها من Renault Melloussa و PSA القنيطرة.
وخلص الخبير الفرنسي إلى أنه في القارة الافريقية، حيث “كل شيء يجب القيام به أو تقريبًا من حيث التصنيع”، تعتبر العديد من الدول الأفريقية اليوم، استنادًا إلى النموذج المغربي، أن تطوير قطاع السيارات يمكن أن يلعب دورًا رئيسيًا في تطوير تصنيعهم، مؤكدا أن في ظل أزمة وباء كورونا التي يعيشها المغرب مثل باقي بلدان العالم، لن تغير شيء الأزمة، لأن “المغرب سيكون لديه دائما قوة عاملة مؤهلة أمكن الاعتماد عليها في قطاع السيارات الى جانب المهارات التقنية والتكنولوجية المتقدمة.
واعتبر أن الموقع الاستراتيجي للمغرب، وكونه مركز الوصول إلى سوق مزدوج ، أي إلى أوروبا وسوق إفريقيا، يعد أيضًا فرصة للمغرب” للمضي قدمًا في قطاع السيارات”، مشددا على أن “صناعة السيارات بالمغرب “وصلت إلى مرحلة قوية من المرونة”، بفضل استمرارية سياسة استباقية للمملكة والاستراتيجيات لتي اعتمدتها المملكة”.