أخبار الدارسلايدر

ازدواجية السلطة الفلسطينية.. مواقف غامضة ودعم في الخفاء لمرتزقة البوليساريو

الدار / خاص

لم تكن صورة للسفير الفلسطيني بالجزائر وهو يحمل خرقة جبهة “البوليساريو” الانفصالية سوى القطرة التي أفاضت الكأس وكشفت عن الدعم الذي تقدمه السلطة الفلسطينية لجبهة “البوليساريو” في سرية تامة، والغموض الذي يسم مواقفها تجاه قضية الصحراء المغربية.

وبقدرما أثارت الصورة جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، بقدرما استغرب عشرات المغاربة من موقف السفير في وقت يقدم المغرب ملكا وحكومة وشعبا دعماً كاملاً للشعب الفلسطيني، ولايترك مناسبة الا ودافع عن مصالحهم دون قيد أو شرط.

وتكشف تصريحات سفيري فلسطين في الرباط والجزائر، حجم التذبذب الذي يسم مواقف الدبلوماسية الفلسطينية من قضية الصحراء المغربية، بل إنها تعطي انطباعا بـ”التناقض” بين موقفها الموجه للمغاربة، ونظيره الموجه للجزائريين، ففي الحالة الأولى لا تُخفي دعمها لمغربية الصحراء، في حين أنها في الحالة الثانية تتبنى الطرح الانفصالي وتدعو بشكل صريح إلى “إقامة استفتاء تقرير المصير” عبر حوار موثق بالصوت والصورة قبل أن تعود لنفي مضامينه، في لعبة كان يمكن تقبلها لو كانت آتية من دولة أخرى غير السلطة الفلسطينية.

وما يدعم غموض مواقف السلطة الفلسطينية، ونهجها لسياسة اللعب على الحبلين، إزاء القضية الأولى للمغاربة، هو تأكيد السفير الفلسطيني بالرباط على “الموقف الفلسطيني الثابت على وحدة وسلامة وأمن المغرب، ودعم وحدة التراب المغربي ودعم جهود المغرب في هذا الشأن وفق قرارات الجامعة العربية والأمم المتحدة”، وهو تصريح يناقض تماما ما ذهب اليه سفير ذات السلطة الفلسطينية لدى النظام الجزائري، الحاضن الرسمي للكيان الوهمي، أمين مقبول في حوار خص به جريدة الوسط المتحدثة بإسم جنرالات النظام العدو، بأن “الموقف الرسمي للسلطة الفلسطينية حول الصراع القائم بين المغرب والصحراء تصدره وزارة الخارجية فقط”.

كما  يمكن للمرء أن يجد في التاريخ بعضا من المعطيات التي تؤكد ضبابية مواقف السلطة الفلسطينية من قضية المغربية، والعلاقات الخفية بين السلطة وجبهة البوليساريو. فرغم أنه لا توجد علاقات رسمية بين البلدين، وهما فلسطين والبوليساريو، فإنهما يتمتعتان بالتعاطف النسبي بسبب “النضالات” المشتركة بين الجانبين.

في سنة 1979، اجتمع جورج حبش، وهو أحد مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية، بإبراهيم غالي، الأمين العام الحالي للكيان الوهمي، و كليهما يتقاسمان أساليب مماثلة، بما في ذلك القيام بحرب العصابات ضد كل من إسرائيل والمغرب، كما عبر حبش عن تضامنه المطلق مع عناصر الحركة الانفصالية.

وتزايدت الاتصالات واللقاءات بين الفلسطينيين والانفصاليين طيلة السنوات الأخيرة لينتقل بذلك دعمهم من الخفاء الى العلن، ويتمظهر على شكل تصريحات متناقضة وغامضة لمسؤولين دبلوماسيين في السلطة الفلسطينية، وهو ما تمخض عنه تأسيس “اللجنة الفلسطينية للتضامن مع الشعب الصحراوي المزعوم” برئاسة محمد احمد ماضي، نائب الأمين العام لدى حركة الائتلاف الوطني الفلسطيني، وقيادي سابق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وأصدرت الشبيبة الفلسطينية نهاية الأسبوع المنصرم، بيانا أدانت من خلاله ما أسمته بـ”الاحتلال المغربي” غير الشرعي للصحراء.

واليوم وفي ظل التطورات الجديدة التي تعرفها قضية الصحراء المغربية، يجدر بنا طرح الأسئلة التالية. هل طعنت السلطة الفلسطينية المغرب في ظهره بعد عقود طويلة من دعم المملكة لها؟ ما الذي يمنع السلطة الفلسطينية من التعبير عن موقف رسمي واضح وجلي للعيان إزاء قضية الصحراء المغربية؟. و يبدو أن مثل هذه التطورات التي تعرفها قضية الصحراء المغربية هي الكفيلة لوحدها بابراز الدول الصادقة تجاه المغرب والخائنة والمتذبذبة في مواقفها تجاه القضية الأولى للمغاربة التي لاتحتمل مواقف غامضة سواء كانت داخلية أو خارجية.

زر الذهاب إلى الأعلى