صحيفة أمريكية: العزلة تلف “بوليساريو” دوليا والقرارات الأممية ادانة لانتهاكاتها المتكررة
الدار / ترجمات
كتبت صحيفة “سمول ورز جورنال” الأميركية في مقال تحليلي، أن “الولايات المتحدة الأمريكية وجب عليها أن تولي اهتماما دقيقا للنزاع المصطنع حول الصحراء المغربية”، مؤكدة أنه إذا ترك بلا حل سيسهم في زعزعة الاستقرار في جميع أنحاء شمال أفريقيا ومنطقة الساحل، خصوصا أمام الاستفزازات الجديدة للكيان الوهمي، الذي اصبح أكثر عزلة على الصعيد القاري والعالمي”.
وأكدت ذات الصحيفة أن “انشغال أمريكا خلال الأشهر الماضية بالحملات والانتخابات الرئيسية، أسهم في إعادة التوتر من جديد الى منطقة الساحل والصحراء بعد قيام ميليشيات جبهة “بوليساريو” بافتعال اعمال عدائية وبلطجة بالمعبر الحدودي الكركارات، ينضاف الى ذلك زيادة أنشطة المتمردين في موزمبيق واندلاع حرب جديدة في إثيوبيا”، مؤكدة أن “العمل الحاسم الذي ينبغي القيام به في الوقت الراهن هو الحفاظ على وقف إطلاق النار الذي استمر إلى حد كبير منذ عام 1991.
وذكرت الصحيفة الأمريكية بمناورات “الأسد الافريقي”، الكبيرة التي تشارك فيها الولايات المتحدة، والتي من المقرر إجراؤها في المغرب في غضون الأشهر المقبلة”، مشيرة الى أن ” هذه التدريبات ستعرف مشاركة حوالي 5000 عسكري من الولايات المتحدة ومصر والمغرب وموريتانيا والسنغال وتونس وبلجيكا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة وأستراليا وهولندا والبرتغال. وسيكون المغرب أحد البلدان المضيفة لهذا التمرين إلى جانب دول أخرى في المنطقة بما في ذلك السنغال وإسبانيا وتونس.
وأضافت صحيفة “مول ورز جورنال” في هذا السياق، أن “المغرب يظل حليفا رئيسيا للولايات المتحدة وله علاقة وطيدة بشكل غير عادي، اذ كانت المملكة المغربية الدولة الأولى التي اعترفت باستقلال الولايات المتحدة في عام 1777.
وتابعت الصحيفة : “للأسف النزاع المفتعل في الصحراء المغربية له جذور عميقة تعود إلى السبعينيات، مشيرة الى أن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد، وصف أن “النزاع حول الصحراء المغربية بأقدم نزاع لم يتم حله في القارة الافريقية”، غير أن هذا التوصيف، تؤكد الصحيفة، “ليس صحيحًا من الناحية الفنية، لأن النزاع في كاتانغا الذي يعود إلى عام 1960 أقدم بعقد من الزمان”، مبرزة أن “توصيف فقي محمد يتحدث عن تصور الصراع على أنه نزاع مستعص على الحل في حين أنه عكس ذلك”، تردف الصحيفة الأمريكية.
وأوضحت الصحيفة أن “ميليشيات جبهة بوليساريو أقامت حاجزًا لمنع حركة المرور بين موريتانيا والمغرب، مما تسبب في حصار، وانقطاع السبل بحوالي 200 سائق شاحنة مغربي، وعرقلة المبادلات التجارية بين المغرب وغرب إفريقيا والساحل.
وأكدت ذات “سمول ورز جورنال”، أن “التمديد الأخير لمهام بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء المغربية “المينورسو”، والذي دعمته الولايات المتحدة في أكتوبر المنصرم، كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للبوليساريو التي تشعر بالإحباط بسبب عدم إحراز تقدم في تخفيف حدة النزاع”.
وأضافت: “من الناحية الاستراتيجية، ربما كان الهدف من استئناف النزاع المسلح الاستفادة من فترة البطة العرجاء للرئيس ترامب لخلق معطيات جديدة يمكن استخدامها كمقايضة في المفاوضات المستقبلية”، مؤكدة أن “تقرير حديث للأمم المتحدة عن أزمة الكركارات، تحدث عن استفزازات عديدة من طرف بوليساريو من أجل عرقلة “حرية التنقل” في الأشهر الأخيرة بالمعبر الحدودي.
وعزت الصحيفة أسباب اقدام جبهة بوليساريو على اغلاق معبر الكركارات الحدودي، الى صدور تقرير عن الأمم المتحدة دعا إلى احترام شروط وقف إطلاق النار وسلط الضوء على انتهاكات حرية الحركة في المعبر الرابط بين المغرب وموريتانيا”.
ولعل الأمر الأكثر إثارة للقلق، تضيف الصحيفة الأمريكية في مقالها التحليلي، هو أن التقرير الأممي أشار إلى وجود تناقضات “لوحظت بين ترتيب المعركة وعدد الأسلحة الثقيلة التي تحتفظ بها وحدات جبهة البوليساريو في أغوانيت وبير لحلو وتيفاريتي في المنطقة العازلة” مما يزكي انتهاكها لاتفاق اطلاق النار.
وخلصت الصحيفة في مقالها بالتأكيد : “إذا كانت البوليساريو قد حاولت من خلال استفزازاتها اثارة انتباه المنتظم الدولي للنزاع حول الصحراء المغربية، فقد تكون خطوتها مضللة بشكل كبير”، مشيرة الى أن “جبهة بوليساريو، التي أصبحت أكثر عزلة على الساحة الوطنية، قد لا تجعلها أكثر ملاءمة للسلام الدولي”.
وتابعت الصحيفة الأمريكية:” كما أن استفزازات بوليساريو بالمعبر الحدودي الكركارات، قد تعطي أيضًا فرصًا لتجار المخدرات الذين يستخدمون الصحراء بشكل متزايد كمنطقة عبور لزيادة أنشطتهم التهريبية. لن يكون هذا في مصلحة أحد. بالنظر إلى الطبيعة المحفوفة بالمخاطر للوضع، من الضروري للولايات المتحدة والأمم المتحدة التحرك بسرعة”.