دراسة للرابطة المحمدية للعلماء تغوص في الأسس التبريرية للفكر المتشدد
الدار / خاص
أكدت دراسة صادرة عن وحدة “الاحياء”، التابعة للرابطة المحمدية للعلماء، أن “أمتنا في حاجة إلى فتح قيمي جديد يعيد الاعتبار للقيم الإنسانية النبيلة والرحيمة، عوض قيم العنف والتطرف والتشد”.
واشارت الدراسة، التي رامت كشف الأسس التبريرية للفكر المتشدد، إلى أن “البشرية اليوم أحوج إلى من ينقذ مسار سفينتها المبحرة وسط كتل من الأمواج المتلاطمة، حتى تستوي ناجية على شاطئ الجودي، ويتأهب للأخذ على أيدي الذين لا يعرفون غير سبيل الخرق في النصيب، ونتوجس خيفة أن يكون هؤلاء الخارقون من بني أمتنا وديننا”.
وأضافت أن “عقلية الخرق هذه لابد لها من دافع وكابح يوقف تسللها إلى باقي النفوس البشرية، ولن يتم ذلك إلا بمدافعة هذه القوى بكل الصور وتدافع يعتمد كل الوسائل المتاحة، وعلى رأسها الحوار والتعارف والتفاهم مع حنفاء الحضارة المعاصرة، وشرفاء الثقافات المتنوعة الحاملين لنفس الهموم، والتواقين إلى عالم حر قائم على قيم نبيلة”.
وأكدت الدراسة، التي أعدها الأستاذ بجامعة عبد المالك السعدي، حسان الشهيد، أن خطورة التطرف ولوازمه من عنف وتشدد لاتكمن في تجلياته الظاهرية فحسب، بل في الأسس التي يقوم عليها والمسوغات العلمية التي يجعل منها مداخل استدلالية في الوجود والانتشار والاستمرار، لذلك، فإن كل مقاربة لا تبحث في تلك الأسس ومقاربتها علميا لتفكيك الظاهرة وكشف مرتكزاتها في مجالها الإسلامي، تبدو قاصرة، ولاتفي بالغرض المطلوب.
وحاولت الدراسة البحث في الأسس والمبادئ التي يقوم عليها الفكر المتشدد و المتطرف، و تقريب النظر عبر مداخل من شأنها صياغة مقاربة علمية للموضوع.
واستندت الدراسة إلى مقاربات مختلفة؛ عقدية من خلال البحث في القواعد العقدية التي يجب الاستناد إليها في رد القضايا التشددية والمغالية.
فقهية من خلال الكشف عن الأسس الفقهية الاجتهادية التي من شأنها دحض الآراء والأنظار المنتجة للتطرف.
اما المقاربة الاصولية فنظرت في الأصول والقواعد المنهجية للنظر الفقهي التي تؤسس لفقه التعدد والاختلاف، فيما ارتكزت المقاربة المقاصدية على استجلاء الخلل في النظر المقاصدي في فقه الدين لدى المقولات التطرفية.