اسبانيا…نقل القاعدة العسكرية الأمريكية الى المغرب يتسبب في “أزمة” بين الأحزاب والحكومة
الدار / خاص
رغم تطمينات وزيرة الخارجية الإسبانية بأنه “لا يوجد سبب للخوف بشأن القاعدتين الأمريكيتين في روتا (قادس) وفي مورون دي لا فرونتيرا (إشبيلية) بعدما راج بقوة خبر وجود مفاوضات لنقل أحد فروع القيادة العسكرية الأمريكية من إسبانيا إلى الصحراء المغربية في الأقاليم الجنوبية، وجه نواب الحزب الشعبي الاسباني، القوة الأولى في المعارضة داخل البرلمان الاسباني، مدفعيتهم الثقيلة تجاه حكومة بيدرو سانشيز.
وتساءل نواب الحزب الشعبي، ما إذا كانت الحكومة الائتلافية اليسارية، على علم بنوايا الولايات المتحدة للمضي قدما في نقل قواتها في قاعدتها العسكرية روتا إلى المغرب”، متسائلين، أيضًا عما إذا كانت إدارة ترامب قد اقترحت ب “مراجعة اتفاقية التعاون العسكري” الموقعة مع إسبانيا في عام 1988 والمعدلة في 2002 و 2012 والتي ستنتهي في مايو المقبل.
ودعا نواب الحزب الشعبي، حكومة بيدرو سانشيز إلى توضيح “الجهود الدبلوماسية” التي تبذلها لتأمين بقاء الجيش الأمريكي في قاعدة روتا العسكرية”، مؤكدين أن “اسبانيا فقدت مع الحكومة الحالية نفوذها الجيوسياسي كنقطة أساسية في الدفاع عن أوروبا والبحر الأبيض المتوسط”.
واختار الحزب الشعبي مهاجمة حكومة بيدرو سانشيز بلهجة جيواستراتيجية، بخلاف حزب “فوكس” اليميني المتطرف، الذي ركز نوابه أكثر على الفاتورة الاقتصادية التي ستتكبدها اسبانيا في حالة اقدام واشنطن على نقل قاعدتها “روتا” العسكرية الى مدينة طانطان المغربية، متحدثين عن خسائر تقدر بـ 600 مليون يورو سنويًا لاقتصاد منطقة قادس، حيث تتموقع القاعدة المثار بشأنها الجدل منذ أشهر خلت.
و أمس الثلاثاء، هاجم حزب “فوكس” حكومة بيدرو سانشيز، معبرا عن عدم اقتناعه بتطمينات وزارة الخارجية الإسبانية بشأن مصير القاعدة العسكرية الأمريكية “روتا”.
وحذر الحزب عبر ناطقه الرسمي، مما سماه كارثة اقتصادية ستُصيب الجارة الشمالية إذا ما تم نقل القاعدة إلى المغرب، على اعتبار أنها ستؤدي إلى خسارة بـ 600 مليون يور سنويا”، مشيرا الى أهمية تمديد اتفاقية 1988 الأمريكية الإسبانية التي ستنتهي في ماي 2021، داعيا إلى الحفاظ على القاعدة الأمريكية في روتا، قائلا :” نقلها سيعني فقدان النفوذ الإسباني في منطقة ذات أهمية خاصة وفقدان السيطرة على مضيق جبل طارق”.
وطالب حزب “فوكس”، حكومة بيدرو سانشيز بـ “الدفاع عن مصالح إسبانيا”، مشيرا الى أنه قدم بالفعل اقتراحا لتعزيز العلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة”.
وحاولت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا جونزاليز لايا، طيلة الأسابيع الماضية، تبديد مخاوف الأوساط السياسية بشأن نقل القاعدة العسكرية “روتا” الى مدينة طانطان، مؤكدة في حوار صحافي مع إذاعة اسبانية أن ” العلاقات بين واشنطن ومدريد فيما يخص القاعدتين العسكريتين روتا ومورون، وثيقة للغاية وفي انسجام كبير”.
وكشفت وسائل اعلام اسبانية، الصيف الماضي، أن المغرب قدم عرضا إلى أمريكا من أجل نقل قاعدتها “روتا” من إسبانيا إلى المغرب، بعد قرب انتهاء العقد بين واشنطن ومدريد في 2021، لكن السفارة الأمريكية بالرباط نفت حينها دقة هذه التقارير، وأكدت أن “الولايات المتحدة لا تعتزم نقل قواتها وموادها من قاعدة روتا البحرية في جنوب إسبانيا إلى القاعدة المغربية في القصر الصغير”.