الداخلة… مركز للعمل الدبلوماسي وقاطرة للتنمية الاقتصادية بأقاليم المملكة الجنوبية
الدار / خاص
توفر المؤهلات السياحية لمدينة الداخلة المغربية، فرصة تضعها ضمن أشهر الوجهات السياحية في المملكة، والمدينة التي تلتقي فيها رمال الصحراء الذهبية بزرقة مياه الأطلسي.
واستقبلت المدينة سنة 2019، 100 ألف سائح من الباحثين عن الهدوء والاستجمام والعاشقين للرياضات البحرية، علما أن صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، قد صنفتها ضمن أفضل الوجهات السياحية العالمية لسنة 2012.
وتزخر مدينة الداخلة، التي ازدانت بافتتاح قنصلية أمريكية بها، بعدد من البنيات التحتية، اذ تضم هذه المدينة السياحية مطارا بمعايير دولية، يربطها بكبرى المدن في المغرب وببعض دول العالم، وتبلغ طاقته الاستيعابية 300 ألف مسافر سنويا، وتصل مساحته إلى 2600 متر مربع.
من جهة أخرى، تحولت مدينة الداخلة في السنوات الأخيرة إلى مركز عالمي لعشاق رياضة ركوب الأمواج والتزلج على الماء، أسهم في استقطاب عدد كبير من الرياضيين والسياح من هواة هذه الرياضات البحرية، وهو ما أنعش القطاع السياحي الذي بات يشكل ركيزة من ركائز اقتصاد المدينة، حيث توفر الرياح الأطلسية شبه الدائمة للمدينة، وموقعها الجغرافي، ودرجة حرارة مياه شواطئها (قرابة 24 درجة مئوية)، ظروفا مثالية تستهوي ممارسي الرياضات البحرية.
مؤهلات كبيرة ينضاف اليها افتتاح التمثيليات الدبلوماسية بالمينة، الأمر الذي من شأنه أن يعزز مكانة الداخلة كوجهة سياحية، ومقصدا للتظاهرات الرياضية والمؤتمرات الدولية ذات الطابع الاقتصادي، كما أن افتتاح القنصلية الأمريكية بالمدينة سيمكن من تحقيق طفرة سياحية، وسيشكل حافزا لتشجيع الاستثمارات الأجنبية في العديد من القطاعات، من ضمنها القطاع السياحي، عبر المشاريع المواكبة للتطور الذي تشهده الأقاليم الصحراوية عموما ومدينة الداخلة بشكل خاص.
وجعلت المؤهلات الطبيعية والثقافية المتمثلة في الموروث الحساني، من مدينة الداخلة وجهة سياحية تستفيد من الامتيازات التي تقدمها الدولة، مما يساهم في تحفيز الاستثمار الوطنية والأجنبية، حيث حققت الداخلة رغم تداعيات وباء كورونا الوخيمة على القطاع السياحي بالمملكة، 5606 ليلة مبيت مقابل 15180 ليلة مقارنة مع العام 2019.
الى جانب ذلك، من المنتظر أن تنطلق فعليا أشغال بناء ميناء الداخلة الأطلسي بميزانية ضخمة تقدر بـ10.2 مليار درهم (ألف مليار سنتيم)، وفق ما جاء في مشروع قانون المالية الجديد.
وتعد مقاربة تشييد الموانئ بالصحراء المغربية، ضربة موجعة لمخططات الجزائر و”البوليساريو”، إذ ستتحول إلى معبر رئيسي للحركة التجارية والمدنية من وإلى القارة الإفريقية؛ ما يجعل منطقة الصحراء المغربية بوابة المملكة نحو القارة الإفريقية، كما أكد على ذلك جلالة الملك محمد السادس في عدة مناسبات، كان آخرها خطاب تخليد ذكرى المسيرة الخضراء.
ويندرج التسريع بتشييد هذه الموانئ في اطار البرنامج الكبير المتعلق بتنمية الأقاليم الجنوبية 2016-2021، وفي اطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، والذي عرفت انطلاقته توقيع العديد من الاتفاقيات الإطار أمام جلالة الملك محمد السادس بتكلفة إجمالية أولية بلغت 77 مليار درهم، وقد تم رفع هذه الميزانية إلى ما يناهز 85 مليار درهم حالياً.
ويعتبر اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، مدخل أساسي دفع واشنطن الى الإعلان عن حُزمة من المشاريع الاستثمارية بالأقاليم الجنوبية بملايير الدولارات عقب القرار التاريخي للرئيس الأمريكي القاضي بالاعتراف بسيادة المغرب الكاملة على صحرائه.
ومن المنتظر أن يسهم افتتاح قنصلية بمدينة الداخلة في دعم وتشجيع الاستثمار والمشاريع التنموية التي تقوم بها المملكة المغربية لفائدة ساكنة أقالمينا الجنوبية الثلاث.
وفي هذا الاطار، قال السفير الأمريكي في تصريحات صحفية : “نعتزم في الأسبوع المقبل إصدار سلسلة من الإعلانات التي ستسهم في تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة والمغرب في مجال التنمية الاقتصادية والتجارة، مع توطيد دور المملكة باعتبارها رائدة في المجال الاقتصادي على الصعيد الإقليمي”
وأضاف السفير الأمريكي: “لسكان الصحراء الغربية أود أن أقول ما يلي: ستقوم الولايات المتحدة بفتح قنصلية بمدينة الداخلة من أجل دعم وتشجيع الاستثمار والمشاريع التنموية التي ستحقق لكم منافع ملموسة”، مضيفاً: “لقد جئت من عالم الأعمال في الولايات المتحدة، وأنا متأكد 100 % أن للمغرب مستقبلا اقتصاديا زاهرا ينتظره ونحن في طور الخروج من جائحة كوفيد-19”.
على الصعيد الدبلوماسي، رسخت مدينة الداخلة موقعها المستقبلي كمركز دبلوماسي وقنصلي وقطب اقتصادي وجسر للتعاون الدولي بين المغرب وعمقه الإفريقي وشريكه الأوروبي، و محور لتعزيز الطرح المغربي دفاعا عن ملف الوحدة الترابية للمملكة.
وشهدت المدينة خلال سنة 2020، افتتاح قنصليات بلدان غامبيا وغينيا وجيبوتي وليبيريا وبوركينا فاسو وغينيا بيساو ، وغينيا الاستوائية، والكونغو الديمقراطية، بالإضافة إلى هايتي التي أضحت أول بلد غير عربي وغير إفريقي يفتح قنصلية في الصحراء المغربية، قبل أن تعلن الولايات المتحدة الامريكية عن افتتاح قنصلية لها بالمدينة ستضطلع بالأساس بمهام اقتصادية، من أجل تشجيع الاستثمارات الأمريكية، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لاسيما لفائدة ساكنة الأقاليم الجنوبية للمملكة.