المغرب والإمارات يؤسسان لعهد جديد لتطوير الشراكة الاستراتيجية في مختلف المجالات
الدار / خاص
يعكس الاستقبال الذي خص به الملك محمد السادس، اليوم الأربعاء، بالقصر الملكي بفاس، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي صاحب السمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، حرص المغرب والإمارات على مواصلة تطوير الشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين في مختلف المجالات، وتقريب وجهات النظر حيال عدد من القضايا الإقليمية.
وترتبط الرباط و أبوظبي بعلاقات قوية، اذ حرص الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش سنة 1999 على الرقي بهذه العلاقات، واكسابها أبعادا اقتصادية، وإنسانية و سياسية، وهو ما تجسد فعليا في الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس ، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في مارس 2001، تلتها بعد ذلك سلسلة من الزيارات الرسمية وغير رسمية إلى الإمارات وأخرى لحضور عدد من الفعاليات المنظمة في هذا البلد الخليجي.
وبعيدا عن العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين البلدين، تجمع الملك محمد السادس علاقات صداقة قوية مع محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، تعود إلى فترة دراسة بن زايد في المغرب عندما كان عمرها حينذاك 14 سنة، كما يحرص ولي عهد أبوظبي على زيارة المغرب باستمرار، سواء في إطار زيارات رسمية أو خاصة، آخرها في يناير 2020 عندما جرى التداول على مواقع التواصل الاجتماعي صورة تجمع الملك محمد السادس رفقة محمد بن زايد وسط إقامته الخاصة في العاصمة المغربية الرباط.
وخلال سنة 2020 توطدت هذه العلاقات أكثر بإعلان الامارات عن قرار غير مسبوق عربيا، تمثل في فتح قنصلية عامة لها بالعيون، وذلك عقب الاتصال الهاتفي الذي جمع الملك محمد السادس والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وبهذا القرار تجسد أبوظبي بشكل واضح دعمها وتأييدها ومساندتها اللامشروطة لسيادة المغرب الكاملة على كافة أقاليمه الجنوبية الصحراوية، علما بأن افتتاح هذه التمثيلية الدبلوماسية ستعقبها استثمارات إماراتية ضخمة بهذه الربوع من المملكة المغربية في مجالات مختلفة، كالطاقة المتجددة والزراعة، و الثروة السمكية، وغيرها من المجالات التي تشكل محور التعاون بين الرباط وأبوظبي.
وقبل الإعلان عن افتتاح هذه القنصلية، كانت الامارات العربية المتحدة السباقة الى الإعلان عن تضامنها ووقوفها إلى جانب المغرب عقب العملية العسكرية الناجحة للقوات المسلحة الملكية لتحرير معبر “الكركرات” الحدودي بين المغرب وموريتانيا من مرتزقة وميليشيات “البوليساريو”.
متانة العلاقات المغربية الإماراتية تتجسد بلغة الأرقام والمؤشرات الاقتصادية والتجارية، حيث تأتي الاستثمارات والتمويلات المباشرة الإماراتية بالمغرب في المرتبة الأولى عربيا، كما أصبحت تتصدر الاستثمار الأجنبي في سوق الأسهم المغربية بقيمة سوقية تناهز 88.9 مليار درهم (9.36 مليار دولار)، بزيادة 1.6%، وأصبحت الاستثمارات الإماراتية تمثل حصة 47% من إجمالي الاستثمارات الخارجية في الأسهم المغربية المدرجة في البورصة.
وتشير المعطيات الى أن الاستثمارات الإماراتية المباشرة في المغرب فاقت خلال سنة 2020، مليارا و 300 مليون درهم، بعدما بلغت سنة 2018 مليارين و79 مليون درهم، وما يناهز مليارين و441 مليون درهم سنة 2019، علما أن الامارات تعد أول بلد مستثمر عربي في المغرب بقيمة استثمارية إجمالية تبلغ 15 مليار دولار، وذلك من خلال 20 مؤسسة وشركة عاملة في قطاعات العقار والسياحة والفلاحة والصناعة والصحة، كما أن آليات التعاون الثنائي بين البلدين، تتمثل في اللجنة العليا المشتركة المحدثة بموجب اتفاق سنة 1985، التي عقدت دورتها الخامسة للجنة العليا المشتركة يومي 21 و22 مايو 2018 في أبوظبي برئاسة وزيري خارجية البلدين، كما عقدت الدورة الثانية للجنة القنصلية في شهر نونبر 2019 بالرباط.
حرص المملكة المغربية على توطيد العلاقات المتينة مع الامارات العربية المتحدة تم التأكيد عليه يوم 2 دجنبر 2020، في برقية التهنئة التي بعث بها الملك محمد السادس إلى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، بمناسبة احتفال بلاده بعيدها الوطني.
وكان واضحا في هذه البرقية إعراب الملك محمد السادس عن اعتزازه الكبير بعلاقات الأخوة الصادقة والتعاون المتميزة التي تجمع المملكة المغربية بدولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكدا حرصه الدائم على العمل مع الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لمواصلة السير قدما بشراكات الرباط و أبوظبي الاستراتيجية إلى مستوى تطلعات وطموحات الشعبين الشقيقين.