تزامنا مع ذكرى ثورة فبراير…أردوغان يبتز السلطة الجديدة في ليبيا بـ”اتفاقيات السراج”
الدار / خاص
تزامنا مع الاحتفالات الرسمية في ليبيا بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لثورة 17 فبراير، قال الناطق الرسمي باسم القبائل الليبية عبد الكريم العرفي، ان العلاقة بين النظام التركي بقيادة رجب طيب أردوغان والسلطة الجديدة في ليبيا يخيم عليها التوتر وهو ما يفسر استمرار نقل المرتزقة للبلاد.
وأشار ذات المتحدث باسم القبائل الليبية في تصريحات إعلامية، إلى أن تغير المشهد السياسي الراهن داخليا وإقليميا، أثر على التحالف السياسي الذي كان يربط أردوغان بعناصر جماعة الإخوان في ليبيا، حيث بات غير فاعل ولم يعد أمامه إلا تهديد القيادة الليبية الجديدة التي تبدو المؤشرات أنها ستكون موحدة الموقف.
وأضاف أن ” أردوغان يعتبر أن التمسك “الأحادي” بهذه الاتفاقيات غير القانونية التي وقعها مع حكومة فايز السراج، ستعني أن تواجده في ليبيا هو بمثابة “احتلال صريح وواضح لن تقبله السلطات الليبية ولا المجتمع الدولي”.
وأبرز العرفي، أن السياسة الخارجية التركية تتسم بـ”العنجهية” و”الغطرسة”، مشيرا إلى أن “أنقرة تعمد استغلال الظروف السائدة في المنطقة بصورة براغماتية ولحساب مصالحها، كما هو الحال في إدارة الملف الليبي”.
واستطرد قائلا : “ساهم ذلك في تفاقم الأوضاع، بالتوازي مع غض الطرف من قبل الإدارة الأميركية السابقة عن تدخلات أردوغان المتعددة وخروقته المستمرة في الكثير من المناطق”.
وتابع أن “استغلال تركيا الخلاف الأوروبي، خصوصا بين فرنسا وإيطاليا، تجاه الأزمة الليبية، وكذا تمكن جماعة الإخوان الإرهابية من الهيمنة وشق الصف الوطني الليبي الموحد”، ساعدت أنقرة في “إبرام اتفاقيات غير قانونية مع الحكومة الليبية السابقة وأتاح لها ضخ السلاح والمرتزقة دون رادع دولي لتلك السياسات”.
وكشف العرفي عن تسلل عناصر خطرة من المرتزقة السوريين إلى أوروبا بعد إعلان الاتفاق السياسي الليبي”، مشيرا الى أن ” هذه العناصر السورية الخطرة ومنذ إعلان الاتفاق السياسي باعت أسلحتها، وتسللت عبر الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا”.
من جانبه، أوضح الخبير العسكري الليبي محمد الزيني أن تركيا لديها قواعد عسكرية في مصراتة وسيدي بلال في غرب طرابلس والوطية، بالإضافة إلى قرابة 20 ألف مرتزق من المسلحين”، مشيرا الى أن ” “أردوغان يحاول من خلال تثبيت وجوده في ليبيا إلى تحويلها إلى ورقة للضغط على أوروبا لابتزاز السلطة الجديدة، كما يفعل باللاجئين السوريين في أوروبا”.
وأوضح أن “أردوغان بتوجهاته العثمانية الجديدة يسعى لتحويل ليبيا إلى ساحة تدريب للإرهابيين، كوسيلة لتهديد دول الجوار، ضمن مخططاته للسيطرة على ثروات شرق المتوسط، عبر نشر الفوضى”.
وأمام استمرار الأطماع التركية في ثروات ليبيا، يمني الشعب الليبي النفس ببزوغ فجر الاستقرار، وانتهاء الحرب الأهلية الطاحنة بالبلاد، اذ دخلت البلاد مرحلة انتقالية جديدة وسط تحديات يرى مراقبون أنها لا تختلف كثيرا عما جابته منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي، لكن آمال الشعب لا تزال منعقدة على الوصول إلى الاستقرار المنشود في أقرب الآجال.