المواطن

بنعيش لـ”لدار”: انتشار ظاهرة التبرع والإحسان مرتبطة بكثرة الحالات المأساوية

الدار/ هيام بحراوي

انتشرت في الآونة الأخيرة، ظاهرة التبرع على مستوى وسائل التواصل الإجتماعي، خاصة على موقع اليوتيوب، حيث ظهر عدد من الأشخاص الذين يساعدون المواطنين في كافة ربوع الوطن، بعدما فتحوا قنوات مخصصة لذلك، إذ أصبحوا أملا لعشرات من الفقراء والمعوزين، خاصة الذين يعيشون في القرى والمداشر النائية.

أيضا، ظهرت بمواقع التواصل الإجتماعي، حالات إنسانية تطلب العون والمساعدة، بعدما أرهقها الفقر والمرض، ووجدت في هذه المواقع عددا من المحسنين، من أجل تخطي أزماتها المادية.

ولتحليل ومقاربة هذه الظاهرة، قال الدكتور عبد العلي بنيعيش، باحث في القضايا الفكرية، ورئيس مركز ابن رشد للدراسات الفكرية والأبحاث المعاصرة، إنه "لا يستغرب عندما يظهر أشخاص عبر موقع "اليوتيوب" و"الفايسبوك"، يعلنون عزمهم التبرع بأموال ضخمة لفائدة عمل اجتماعي أو إنساني أو وطني، معبرا: "فنحن شعب مغربي، تاريخيا ودينيا، عهدنا هذا السلوك الذي يندرج ضمن العادات والتقاليد المغربية الإنسانية".

وأشار بنعيش في تصريح لموقع "الدار"، إلى أن الكثير من الأملاك والعقارات، تبرع بها عدد من المحسنين لبناء المساجد والمدارس ودور العجزة والأيتام، وغيرها.

ولكن ما يثير التساؤل في نظر الباحث السوسيولوجي، هو تسلسل ظهور متبرعين ومتبرعات على مواقع التواصل الاجتماعي، وبأموال ضخمة وبهدايا تخصص لفئة اجتماعية هشة، أو لحالات مرضية أو لغيرها من المآسي الاجتماعية، مستغربا: "هل من أجل الظهور والإستعلاء؟ أم من أجل إلهاء المواطنين عن مشاكلهم الإجتماعية؟ أم فعلا هذه الشخصيات التي تتبرع من صفاتها الجود والكرم؟".

وفي نظر بنيعيش أن الظاهرة، مرتبطة أولا بتكاثر الآفات الاجتماعية، والأحداث المأساوية لفئات عريضة من المجتمع المغربي، ثانيا أن ازدياد عدد التبرعات والمتبرعين، من شأنه التسبب في نشر ثقافة الاتكال على الأشخاص، مشيرا في الوقت نفسه، إلى أن كثرة أعداد المتبرعين خلال هذه الأيام على مواقع التواصل الاجتماعي، دفعت به، من موقعه كمحلل اجتماعي، إلى التشكيك في حقيقة الأمر، خاصة، في ظل الإحتقان الإجتماعي، وغياب أي أفق قريب لحل الأزمات الاجتماعية.

وخلص بنعيش إلى إنه من أجل ضبط عملية التبرع، يجب أولا الاعتماد على "الطب الاجتماعي، وإنشاء مؤسسة خيرية تختص بالتبرعات في شقها الديني والمدني".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة − ستة =

زر الذهاب إلى الأعلى